شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٨٢
من راحة) من الآلام والشدائد.
(ولا عن عذابهما من مندوحة) أي سعة وفسحة من النجاة عنه يقال: إنه لفي مندوحة من كذا أي في سعة منه ثم أشار إلى ما كان القوم عليه من الشرك وآثار الجاهلية وما أنعم الله عليهم بإرسال الرسول وإخراجهم عنها وكفرانهم بتلك النعمة الجليلة ورجوعهم إلى الجاهلية الأولى بقوله:
(إن القوم لم يزالوا عباد أصنام وسدنة أوثان) أي خدمتها جمع سادن وهو الخادم المتولي لأمور الغير.
(يقيمون لها المناسك) هي جمع المنسك بفتح السين وكسرها وهو المذبح والنسيكة الذبيحة وجمعها نسك والمتعبد ويقع على المصدر والزمان والمكان ثم سميت أمور الحج كلها مناسك ثم اتسعت وسميت الطاعات والعبادات كلها مناسك وبه صرح الزمخشري في الفائق وبالجملة كلما يتقرب به العبد إلى الله تعالى يسمى مناسك وهم ظلموا أنفسهم فوضعوها في غير موضعها.
(وينصبون لها العتائر) أي الذبايح جمع العتيرة وهي الذبيحة التي كانوا في الجاهلية يذبحونها للأصنام ويصبون دمها على رؤوسها.
ويتخذون لها القربان) للتقرب منها (ويجعلون لها البحيرة والوصيلة والسائبة والحام) كما قال الله تعالى ردا وإنكارا لما أبدعوه في الجاهلية و: (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام) أما البحيرة وهي من البحر وهو الشق وفي تفسير القاضي: إن أهل الجاهلية إذا انتجب الناقة خمسة أبطن آخرها ذكر بحروا أذنها أي شقوها وخلوا سبيلها فلا تركب ولا تحلب وسموها البحيرة وفي النهاية: إن إبلهم إذا ولدت خمسا بحروا أذنه، وقالوا: اللهم إن عاش فقسى وإن مات فذكى فإذا مات أكلوه وسموه البحيرة، وفي القاموس: إنهم كانوا إذا أنتجت الناقة عشرة أبطن بحروها وتركوها ترعى وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم وأكلها الرجال وسموها البحيرة أو هي التي خليت بلا راع أو التي إذا نتجت خمسة أبطن والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والأنثى وإن كان أنثى بحروا أذنها فكان حراما عليهم لحمها ولبنها وركوبها فإذا ماتت حلت للنساء أو هي في النساء خاصة إذا نتجت خمسة أبطن بحرت وهي العزيزة أيضا وفي الأخيرين قيل: البحيرة بنت السائبة وحكمها حكم أمها وأما السائبة ففي الأول أن الرجل منهم كان يقول إن شفيت فناقتي سائبة ويجعلها كالبحيرة في تحريم الانتفاع بها، وفي الثاني: كان الرجل منهم إذا جاء من سفر أو برأ من مرض أو غير ذلك قال ناقتي سائبة فلا تمنع من ماء ولا مرعى ولا تحلب ولا تركب.
وقيل: البحيرة بنت السائبة كانوا إذا تابعت الناقة بين عشر إناث لم يركب ظهرها ولم يجز وبرها ولم يشرب لبنها إلا ضيف وتركوها مسيبة لسبيلها وسموها السائبة فما ولدت بعد ذلك من أنثى شقوا أذنها وخلو سبيلها وحرم منها ما حرم من أمها وسموها البحيرة وفي الأخيرة السائبة المهملة
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481