شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٧٩
(ثم ردوا إلى الله موليهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين) ثم ردوا بعد الموت أو بعد الحشر إلى الله أي إلى حكمه وجزائه وهو يتولى أمرهم يعدل بينهم ولا يحكم إلا بالحق وله الحكم يومئذ لا لغيره ويحاسبهم في أقل زمان حتى قيل: في مقدار حلب شاة، لا يشغله حساب عن حساب وهذه الأمور وإن كانت لله تعالى ظاهرا لكنها له (عليه السلام) باطنا وهو سبحانه يكلها عليه ويفوضها إليه وإنما نسبها إلى ذاته المقدسة لأنه الآمر ولأن حكمه (عليه السلام) حكم الله تعالى وكثيرا ما ينسب ما لوليه إلى ذاته تعالى كما مر نظيره في آخر كتاب التوحيد.
(في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع فطال لها الاستماع) أشار إجمالا إلى ما دل على علو قدره من المناقب والمفاخر والكمالات التي لم يكن قليل منها لجميع الأمة وقد اتفقت عليه العامة والخاصة كما مر في كتاب الحجة وأوضحنا من طريق العامة أيضا كما أشار إليه أيضا في بعض خطبه بقوله: «وينحدر عني السيل ولا يرقى إلى الطير» كنى بالأول عن علوه وشرفه وفيضان العلوم والتدبيرات السياسية عنه واستعار لتلك الكمالات لفظ السيل وبالثاني إلى غاية أخرى من العلو إذ ليس كل مكان بحيث ينحدر عنه السيل وجب أن لا يرقى إليه الطير فكان ذلك علوا أزيد إذ لا تصل إليه عقول البشر ومن مناقبه هو العلم بكل شيء كما أشار إليه في بعض خطبه: والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه ولكن أخاف أن يكفروا في برسول الله (صلى الله عليه وآله). والحاصل أني أخاف أن يغلو في أمري ويفضلوني على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل كان يخاف أن يكفروا فيه بالله كما ادعت النصارى في المسيح حيث أخبرهم بالأمور الغايبة، ثم ذم ذما بليغا للخلفاء الثلاثة وأتباعهم وتفرقهم عنه وغصب الخلافة منه ومنازعتهم إياه واجتماعهم على من هو أولى منه مع الإشارة إلى أنهم كانوا من عبدة الأوثان فلم يكونوا مستحقين للخلافة وأمثال هذه الشكاية صدر منه (عليه السلام) في مواضع غير محصورة فقال:
(ولئن تقمصها دوني الأشقيان) (1) اللام دليل على قسم محذوف تأكيد لمضمون الشرط والجزاء والقمص لبس القميص يقال: قمصه تقميصا فتقمص إذا لبسه وضمير التأنيث للأمر المعلوم وهو الخلافة وتشبيهها بالثواب مكنية ونسبة التقمص إليها تخييلية ودون بمعنى التجاوز في محل النصب على الحال والاشقيان الأول والثاني والمعنى والله لئن لبس الاشقيان الخلافة متجاوزين عني غير تابعين لي فيها (ونازعاني فيما ليس لهما بحق) ثابت من الله ومن رسوله ولا لهما أهلية له بل هو لي من قبلهما وبالاستحقاق.
(وركباها ضلالة واعتقداها جهالة) ضلالة وجهالة بالنصب على المفعول له أو على التميز

1 - ظاهر الفقرات أن هذه الخطبة كانت بعد انقضاء دولتهما فما مر في أول الخبر من أنها كانت بعد سبعة أيام من وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) سهو من بعض الرواة.
(٢٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481