شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٧١
الله (صلى الله عليه وآله) ويذكر حليته وصفته عندهم (ليعرفوه بصفته) التي وصفه بها بينهم (وليتبعوه على شريعته) القويمة وطريقته المستقيمة التي منها الولاية لأوصيائه.
(ولئلا يضلوا فيه من بعد) أي في رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بعد ظهوره، فالضميران راجعان إليه ولو رجع الأول إليه والثاني إلى النبي المخبر بصفته لزم تفكيك الضمير (فيكون من هلك) بإنكاره (وضل) بإنكار شيء مما جاء به كالولاية مثلا (بعد وقوع الإعذار والإنذار) من مخالفته وترك شريعته والإعذار بالكسر مصدر يقال: أعذر الله إليه إذا لم يبق منه موضعا للاعتذار فالهمزة للسلب.
(عن بينة وتعيين حجة) خبر يكون أي هلك عن بينة واضحة وحجة ظاهرة حتى لا يمكن له أن يقول يوم القيامة: إني كنت عن هذا من الغافلين ولذلك بعث الله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل.
(فكانت الأمم) الماضية (في رجاء من الرسل) أي من مجيء بعضهم عقب بعض آخر.
(وورود من الأنبياء) بعد من مضى منهم.
(ولئن أصيبت بفقد نبي بعد نبي على عظم مصائبهم وفجائعها بهم) العظم بضم العين وسكون الظاء أو بكسر العين وفتح الظاء، والفجايع جمع الفجيعة وهي الرزية (فقد كانت على سعة من الأمل) لعدم انقطاع الوحي وخبر السماء وورود الرسل.
(ولا مصيبة عظمت ولا رزية جلت كالمصيبة برسول الله (صلى الله عليه وآله).. إلى آخره) أشار إلى أن الناس ما أصيبوا بمصيبة أعظم منها إذا انقطع بموته النبوة وأنباء الأسرار وأخبار السماء لكونه خاتم الأنبياء فلا يصاب الناس بمثل تلك المصيبة أبدا فهي مسلية لهم عن المصيبة بمن سواه وما يسكن قلوب الناس عن هذه المصيبة العظيمة في الجملة هو التوسل بذيل من أقامه مقامه كما أشار إليه بعد هذا.
(وجعله بابه الذي بينه وبين عباده) لأنه (صلى الله عليه وآله) باب جنته وعلمه وحكمته وأسراره وتوحيده وشريعته ورحمته ومن أراد أن يصل إلى الله وجب عليه أن يتوسل إليه ويتمسك به ولفظ الباب مستعار (ومهيمنه الذي لا يقبل إلا به) أي رقيبه وشاهده على عباده في أقوالهم وأعمالهم وعقائدهم (ولا قربة إليه إلا بطاعته) أي لا قربة لأحد إلى الله تعالى ولا وسيلة يتوسل بها إليه إلا بطاعته فيما أمر به ونهى عنه وأعظم ما جاء به هو نصب خليفة له. لئلا يضل أمته بعده فمن أنكر خليفته لم يطعه (ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) أي من تولى وأعرض عن طاعة الله أو عن طاعتك فما أرسلناك عليهم حفيظا تحفظهم عن التولي والإعراض جبرا وإنما عليك البلاغ فكأن ذلك دليلا على ما فوض الله إليه أي رد عليه أمر العباد وجعله الحاكم فيه فوجب عليهم الطاعة له والتسليم لأمره ونهيه والانقياد له في جميع ما جاء به من أصول الدين وفروعه ولا يجوز لهم التقول في شيء من ذلك برأيهم وفيه زجر لهم عما ارتكبوا من أمر الخلافة ونحوه من الأمور
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481