شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٧٤
النبوة فبقي الباقي على عمومه لأنه قضية الاستثناء ومن جملة منازل هارون من موسى أنه كان خليفة لموسى (عليه السلام) (اخلفني في قومي). وقوله تعالى حكاية عن موسى: (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا قال قد أوتيت سؤلك يا موسى) قال الآبي في كتاب إكمال الإكمال عند شرح هذا الحديث: قال ابن العربي: إنما قال (صلى الله عليه وآله) ذلك تأنيسا وبيانا لفضله حين قال أهل النفاق: إنما خلفه كراهية فيه، فإن قيل:
إن هارون (عليه السلام) أفضل الناس بعد موسى فكذلك يكون علي رضي الله عنه، أجيب بأن هارون (عليه السلام) إنما كان أفضل الناس لأنه كان رسولا انتهى.
أقول: كما جاز أن يكون النبي أفضل من غيره لنبوته جاز أن يكون غير النبي أفضل من غيره لاختصاصه بفضيلة لم توجد في غيره. فالجواب المذكور تحكم. وقال الآبي قال الآمدي: لا يخفى أن عليا رضي الله عنه كان مستجمعا لخلال شريفة ومناقب منيفة بعضها كاف في استحقاق الإمامة وقد اجتمع فيه من حميد الصفات وأنواع الكمالات ما تفرق في غيره من الصحابة حتى قيل: إنه من أشجع الصحابة وأعلمهم وأزهدهم وأنصحهم وأسبقهم إيمانا وأكثرهم جهادا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأقربهم نسبا وصهرا منه كان معدودا في أول الجريدة وسابقا إلى كل فضيلة وقد قال فيه رباني هذه الأمة ابن عباس رضي الله عنه وسأله معاوية عنه قال: كان وكان، فلم يبق محمدة من محامد الدين والدنيا إلا وصفه بها مع ما ورد فيه من الآثار المنهية على مناقبه.
وذكر ابن عبد البر بإسناده إلى ضرار الصعداني وقال له معاوية: صف لي عليا يا ضرار؟
فقال: أعفني يا أمير المؤمنين. فقال: لا بد.
فقال: أما إذ ولابد من وصفه فكان والله شديد القوي، بعيد المدى، يقول فصلا، ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وكان غريز الدمعة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان بيننا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويفتينا إذا استفتيناه، ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا غري غيري أبي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيك فعمرك قصير وخطرك قليل آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق» فبكى معاوية وقال رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك كيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح ولدها في حجرها، ثم قال الآمدي: وهذه صفاته وأما إثبات إمامته فبإجماع الأمة عليها بعد قتل عثمان واتباعهم له ودخولهم تحت قضاياه بعده من غير منازع
(٢٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481