شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٧٥
ولا مدافع انتهى.
أقول فانظر رحمك الله كيف اعتقد بالحق ثم أنكره من حيث لا يعلم لاتفاق جماعة من المنافقين على عبادة العجل وفي المقام زيادة بسط يطلب في علم الكلام، وقال الآبي: قال عياض:
احتجت بهذا الحديث الإمامية والروافض وسائر فرق الشيعة على أن الإمامة حق لعلي بعده وأنه (صلى الله عليه وآله) استخلفه بهذا اللفظ وشبهه على سائر الأمة بعده ثم اختلفوا فكفر بعضهم ساير الصحابة لتركهم الحق بتقديمهم غيره وكفر بعضهم عليا إذ لم يطلب حقه ومذهب هؤلاء أسخف من أن يرد عليه ولا خفاء في كفر القائلين بهذا لأن من كفر كل الأمة والصدر الأول فقد أبطل ثقل الشريعة وهدم الإسلام وأما غير هؤلاء فلا نكفرهم ثم اختلفوا فالإمامية وبعض المعتزلة يخطيهم وبعض المعتزلة لا يخطيهم لأنه يجوز تقديم المفضول على الفاضل ولا حجة في الحديث لأحد من الفريقين لأنه لم يستخلفه عموما بل على المدينة خاصة عند سفره لتبوك كما استخلف موسى هارون الذي شبه به عند سفره إلى المناجاة بقوله: «اخلفني في قومي» فلما رجع منها رجع هارون إلى حالته الأولى وكذلك علي رضي الله عنه فالمعنى أنت خليفتي على المدينة عند سفري كما كان هارون (عليه السلام) ومعنى «ولا نبي بعدي» أي بعد بعثتي وفي ظني أن ذلك تنبيه على ما اقترفه الرافضة من نبوة علي حتى تجاوز بعضهم إلى أن ادعى أنه الله سبحانه وقد أحرق علي رضي الله عنه بعض من قال ذلك فافتتن بذلك جماعة وقالوا الآن حققنا أنه الله لا يعذب بالنار إلا الله، وما دل عليه الحديث لا يحط من مزلة غيره، انتهى.
أقول: ليس في لفظ الحديث ما يشعر باختصاص استخلافه (عليه السلام) على أهل المدينة فقط ولا على حال حياته فقط ولا على عزله بعد الاستخلاف بل هو نص على عموم الاستخلاف وعدم العزل وكونه (عليه السلام) خليفة له (صلى الله عليه وآله) في سفر تبوك لا يقتضي تخصيص الخلافة العامة المستفادة من الحديث بذلك الوقت بوجه من الوجوه إذ لا منافاة بينهما. وبالجملة خلافته (عليه السلام) مثل خلافة هارون (عليه السلام) ولا تفاوت بينهما إلا في النبوة وكما كان خلافة هارون ثابتة له ما دام حياته من غير توسط عزل من موسى عليه السلام كذلك خلافة علي (عليه السلام) ثابتة له ما دام حياته من غير توسط عزل من النبي (صلى الله عليه وآله) وعدم بقاء خلافة هارون بعد موسى (عليه السلام) لموت هارون قبله لا يقتضي عدم بقاء خلافة علي (عليه السلام) بعد نبينا (عليه السلام) لما عرفت من أن كل واحد منهما كان خليفة في عمره وما ذكره من أن هارون كان خليفة لموسى في حال سفره فقط ولما رجع عزله ورجع هارون إلى حالته الأولى يعني عدم الخلافة كلمة هو قائلها، لأن دعوى اختصاص خلافة هارون بحال السفر وعزله بعد الرجوع من الدعاوي الباطلة لا مستند له بل خلافته كانت ثابتة له ما دام حياته كيف وقد سأل موسى (عليه السلام) ربه طلب خلافته ووزارته في بدء الرسالة لقوله (واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي) وقال سبحانه (قد أوتيت
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481