شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٧٦
سؤلك يا موسى) (1).
وقوله «ومعنى لا نبي بعدي» أي بعد بعثتي غرضه من هذا التقرير تخصيص خلافة علي (عليه السلام) بكونها في حياة النبي (عليه السلام) وبيان عدم دلالة لا نبي بعدي على ثبوتها بعد وفاته (صلى الله عليه وآله).
أقول: التقدير خلاف الظاهر من غير داع لما عرفت لثبوت عموم الخلافة على أن التقدير لا ينافيه لأنه إذا ثبت في حال الحياة ثبت بعد الوفاة أيضا إذ لم يتحقق العزل اللهم إلا أن يقال: رجوع النبي من السفر عزل لعلي (عليه السلام) عن الخلافة ولا يخفى سخافة هذا القول لأن الرجوع ليس بعزل لا عادة ولا عرفا ولا لغة.
قيل: هذا يوجب أن يكون إماما في حياة النبي والمنقول من السلف خلافه، أجيب بأن الظاهر يقتضي ذلك وفي الأصحاب من قال منزلة الإمامة ثابتة له في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) وإنما لم يسم إماما لوجود النبي (صلى الله عليه وآله) مع أن تسميته أمير المؤمنين في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وارد قد نقله كثير من العلماء، وامتناع اجتماع الخليفة والمستخلف في عصر واحد ممنوع ولا دليل عليه لا عقلا ولا نقلا إذا كان أحدهما أصلا والآخر تابعا فإن النبي (صلى الله عليه وآله) كان ينطق بالوحي وعلي (عليه السلام) كان باب مدينة علمه فإن قيل: قد استخلف النبي معاذ بن جبل وابن أم مكتوم وغيرهما ولم يوجب ذلك لهم إمامة فكذا علي (عليه السلام).
قلنا: نحن لا نثبت إمامته بمجرد استخلافه وجعله نايبا بل بالحديث المذكور ولم يرد مثل ذلك في شأنهم على أن الإجماع من الأمة على أن هؤلاء لا حظ لهم بعد الرسول في الإمامة فارق.
فإن قيل هذا: الاستخلاف كان مختصا بالمدينة فقط لا يقتضي ذلك الرئاسة العامة التي هي الإمامة. قلت: الحديث لا يدل على ذلك الاختصاص أصلا كما أشرنا إليه وعلى تقدير التسليم إذا ثبت له الخلافة وفرض الطاعة بالنص في بعض الأمة بعده ثبت له ذلك في جميعهم إذ لا قائل بالفصل فكان الإجماع مانعا من هذا القول.
قيل: دلالة الحديث على أن له منازل هارون كلها لا يدل على نفي إمامة الثلاثة قبله لأن لفظ بعدي يحتمل البعدية بلا فصل وبفصل فمن جعله إماما بعد عثمان فقد عمل بموجب الخبر، أجيب بأنه من حيث وضع اللغة محتملة لأمرين لكن صار المفهوم منه بحسب العرف البعدية بلا فصل إذ لو قال قائل هذا المال بعدي للفقراء تبادر إلى الأفهام أنه أراد بعد موته بلا فصل والتبادر

1 - أقول: هذا كله بناء على صدور الحديث قبيل غزوة تبوك فقط، ولكن الصحيح أنه صدر من فم أبي القاسم صلوات المصلين عليه في أكثر من موضع منها عند ولادة الحسن ومنها عند ولادة الحسين عليهما السلام، ومنها عند مرض النبي (ص) ومنها في مرض موته في بيته، ومنها في أخر خطبتة خطبها في المدينة في المسجد، وقد فصلنا ذلك في كتابنا النصوص على آل محمد (صلى الله عليه وآله) (المصحح).
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481