شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٦٥
انصرافها لا ترجع فاغتنم حضورها واعمل فيها للآخرة.
(لا ترغب فيمن زهد فيك) دل بحسب المفهوم على الرغبة في راغب فيك يدل على الأمرين قوله (عليهم السلام) «زهدك في راغب فيك نقصان حظ ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس» والتجوز في الإسناد للمبالغة في السببية والوجه في الأول أن الراغب في شخص يبذل ماله لجهاته وله منه حظ ونصيب من جهات شتى إذا لم يزهد فيه وإن زهد فيه وأعرض عنه فات جميع ذلك فيكون ناقص الحظ والوجه في الثاني أن الراغب في الشخص المعرض عنه يصير حقيرا ذليلا بحسب ذاته وأفعاله وأقواله وسائر مقاصده وفيه إشارة إلى من ينبغي المخالطة معه ومن لا ينبغي.
(رب بعيد وهو أقرب من قريب) رب للكثير وفيه تنبيه على أن البعيد يصير بالإحسان والمحبة وحسن المعاشرة أقرب من القريب أو على أن الآخرة أقرب من الدنيا أو على أن الميت أقرب من الحي المصاحب لقرب الحي من الميت باللحاق وبعد الميت من الحي بالفراق (سل عن الرفيق قبل الطريق) فإنها مخوفة دقيقة واللصوص الظاهرة والباطنة كثيرة ولذا قال عز وجل: (وابتغوا إليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله) وهو كناية عن وجوب متابعة أهل البيت عليهم السلام في سفر الآخرة أو الأعم الشامل للسفر المحسوس أيضا.
(وعن الجار قبل الدار) فيجب أن يعلم الشخص أولا حال من يصحبه فيقرب منه فإن كان حقيقا بالصحبة والجوار قرب وإلا بعد وهذا أيضا يحتمل الأمرين.
(ألا ومن أسرع في المسير أدركه مقيل) أي من أسرع إلى السير إلى الله والتزم مراد الله تعالى كان له مقيل حسن غدا كما هو معلوم في السفر الحسي.
(استر عورة أخيك لما يعلمها فيك) العورة كل ما يقبح ذكره ويذم به من العيوب الخلقية والخلقية والعملية فإذا علمتها من أخيك فاسترها منه لما تعلمها أنت أو لما يعلمها هو فيك ففي الأول تنبيه على أن من علم عيب نفسه ينبغي أن يشتغل عن عيب غيره وعلى الثاني على أنه يعامل معك مثل معاملتك معه فإن سترتها يسترها وإن أظهرتها يظهرها والإظهار مع ما فيه من المذلة توجب ثوران العداوة وانقطاع النظام والألفة وغير ذلك من المفاسد.
(اغتفر زلة صديقك ليوم يركبك عدوك) الصديق الحبيب الخالص المحبة للواحد والجمع والمؤنث وهي بهاء أيضا ولابد لكل شخص من صديق في الرخاء للأنس بحضوره والاستلذاذ بصحبته وفي الضراء للإمداد والمعاونة فلو وقع منه زلة عمدا أو خطأ ينبغي الإغماض عنه والاغتفار له وإلا فلا تجد صديقا مرضيا من جميع الجهات. (من غضب على من لا يقدر على ضره طال حزنه وعذب نفسه) نفر عن الغضب عليه بذكر غايتين يتنفر عنهما الطبايع لأن الغضب مع عدم القدرة على إمضاء يوجب طول الحزن وعذاب
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481