شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٧٢
الدينية المخالفة للقوانين الشرعية.
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.. اه) المحبة ميل القلب إلى ما يوافق والله تعالى منزه عن أن يميل ويمال إليه فمعنى محبة العبد ربه طاعته وهي إنما تحصل باتباعه (صلى الله عليه وآله) كما أشار إليه بقوله:
(فاتباعه (صلى الله عليه وآله) محبة الله) ومعنى محبة الله عبده رضاه عنه وهو سبب لغفران ذنوبه وكمال فوزه بالسعادة العظمى وكمال نور إيمانه ووجوب الجنة له ويمكن أن يقال: معنى محبة العبد ربه هو الميل إليه حقيقة والذي يتنزه الله سبحانه عنه إنما هو الميل إليه في الحس لإشعاره بالجهة والمكان وليست المحبة الميل بالحس بل بالقلب ولا يمتنع ميل القلب إليه وتعلقه به كما يتعلق به المعرفة ولما كانت محبته بهذا المعنى أيضا لا تحصل إلا بمتابعة النبي (صلى الله عليه وآله) لأنه وسيلة إليه ومبين لما يجوز ويمتنع عليه وجب على من أراد أن يشرب من رحيق المحبة أن يتمسك بعروة المتابعة التي لا انفصام لها ولا يخفى ما في جعل المتابعة واسطة بين محبة الطرفين من الإيماء إلى أنه (صلى الله عليه وآله) هو المحبوب على الإطلاق وفي المقام دقايق لا يخفى على العارفين (وفي التولي عنه والإعراض محادة الله) أي في التولي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإنكار رسالته وفي الإعراض عنه بإنكار ما جاء به الذي منه الولاية معاداة الله ومخالفته ومنازعته (وغضبه وسخطه والبعد منه) أي من رحمته وعدم نيلها أبدا والغضب والسخط إذا نسبا إليه تعالى يراد بهما سلب الإكرام والإحسان والعقوبة بالسلاسل والنيران.
(مسكن النار) أي كل واحد من الأمور المذكورة مسكنة في النار ونسبة الإسكان إليه مجاز باعتبار أنه سبب للدخول فيها يعني الجحود به والعصيان له إشارة إلى أن الكفر به شامل لكفر الجحود وكفر المخالفة بانكار ما جاء به، ولما أومأ مرارا إلى أن الخلافة حق له كما أشرنا إليه في بعض الفقرات المذكورة أراد أن يذكر شيئا من صفاته الكريمة ونعوته العظيمة الدالة على ذلك مع التفصيل والتصريح به فقال:
(فإن الله تبارك اسمه امتحن بي عباده) حيث كلفهم بطاعته والانقياد له والتسليم لحكمه كما كلفهم بطاعة رسوله (وقتل بيدي أضداده وأفنى بسيفي جحاده) أشار (عليه السلام) إلى غاية شجاعته ونصرته للدين وصبره على الجهاد والقتال مع الكافرين وكان في قوة الحرب مشهورا بين العرب والعجم ولم يكن يعادله أو يقاربه أحد من الأمم وكان (عليه السلام) سيفا داميا وشجاعا حاميا قد تولى الحرب بنفسه النفيسة فخاض غمارها واصطلى نارها ورفع أوزارها وأجرى بالدماء أنهارها حتى قام الدين على ساقه غالبا مسرورا بعد ما كان من صدمات المشركين مغلوبا مقهورا (وجعلني زلفة للمؤمنين) لأنه حصل لهم بحبه قرب ومنزلة عند رب العالمين وحمل الزلفة للمبالغة إذ هو سبب
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481