شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٦٤
تفضلا شكر كما أن الإتيان بما يوافق ذلك الاعتراف ويدل عليه من الأقوال والأفعال المطلوبة للمنعم والموافقة لأوامره ونواهيه شكرا أيضا وترك شيء من ذلك كفران للنعمة وجحد للمنعم وتعظيمه وهو يوجب اللوم والتعنيف في الدنيا والآخرة والحمل للمبالغة.
(وصحبة الجاهل شؤم) فسر (عليه السلام) في بعض كلامه الجاهل بأنه من لا يضع الأشياء مواضعها، وقيل: هو من لا يعرف أحوال الموت وما بعده من سعادة الآخرة وشقاوتها وإنما يعرف الدنيا وما فيها، ولا خفاء في أن صحبته شؤم مطلقا سواء كان جهله مركبا أم بسيطا لأن طبعه لئيم وذهنه عقيم وفعله سقيم وقوله أليم وكل ذلك علة مسرية إلى الجليس وإن كان ذا عقل شريف وطبع نظيف ففي صحبته مضار غير معدودة وفي تركها منافع غير محدودة.
(إن من الكرم لين الكلام) عند معاملات الناس ووعظهم ومحاورتهم وهو من أجزاء التواضع وله تأثير عظيم في حسن المعاشرة وجذب القلوب وتحصيل الفوائد والكرم يطلق على سعة الخلق والخير والفضل والشرف والجود والعزة والصفح والعظمة والتنزه عن مخالفة الرب (ومن العبادة إطهار اللسان) في كنز اللغة: أطهار پاك كردن، يريد اطهاره عن الفضل من القول ووضعه في غير موضعه والغيبة والنميمة والشتم والهجو القذف ونحوه وكل ذلك في طرف الإفراط من العدل ومهلك في الدنيا والآخرة والظاهر أن الإظهار بالظاء المعجمة كما في بعض النسخ تصحيف ولو صح كان المراد باللسان القول الحق أو التكلم عن قومه حيث عجزوا عن البيان.
(وإفشاء السلام) مبتدئا ومجيبا والأول أفضل مجهرا به على البر والفاجر والوضيع والشريف والصغير والكبير إلا من أخرجه الدليل مثل اليهودي والنصراني وغيرهم من أرباب الملل الباطلة ولو بدؤوا بالسلام فقل: عليك أو سلام، كما دلت عليه الروايات وفي بعضها جواز السلام عليهم عند الحاجة إليهم إلا أنه لا ينفعهم.
(إياك والخديعة فإنها من خلق اللئيم) الجاهل بالله واليوم الآخر المايل إلى الدنيا وأما الكريم فإنه يستنكف منها ويعدها عيبا شديدا ولذلك لم تكن من خصال الأنبياء والأوصياء والتابعين لهم.
(ليس كل طالب يصيب) نفر عن الدنيا وطلب حطامها بذكر غايتها وهو عدم الإصابة إما لفقد أسبابها أو لمصلحة أو لوجود مانع منها وأشد الموانع أن تحصيلها أكثر ما يكون بمنازعة أهلها عليها ومجاذبتهم إياها ومن المعلوم أن ثوران الشهوة والغضب والحرص عند المجاذبة للشيء وقوة بعضهم سبب لتقويته على الآخرين ووجه التنفير أن شدة السعي والتعب على الشيء مع عدم إصابته مكروهة للسامعين.
(ولا كل غايب يؤوب) يحتمل وجهين أحدهما أن ما مضى من عمرك لا يرجع فاغتنم ما بقي وتدارك ما فات وإليه أشار (عليه السلام) بقوله: «ولو اعتبرت ما مضى حفظت ما بقي» وثانيهما أن الدنيا بعد
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481