شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٦٢
(والتواضع يكسوك المهابة) أي خوفك من الله لعظمته أو خوف الناس منك لشرفك وعظمتك ولأنك بالتواضع لله ولأهله خايف من الله ومن خاف الله خاف منه كل شيء وفيه أيضا مكنية وتخييلية.
(وفي سعة الأخلاق كنوز الأرزاق) الظاهرة للبدن والباطنة للنفس كالعلوم والمعارف والمراد بسعة الأخلاق إظهارها لكل أحد وجودها في كل شخص وهي سبب لزيادة الرزق أما بالخاصية أو باعتبار أنها جاذبة للقلوب إلى التعاون والتناصر.
(كم من عاكف على ذنبه في آخر أيام عمره) المراد بأيام العمر مدته وبآخرها نهايته وكم خبرية دالة على الكثرة وفيه إشعار بفساد أكثر الناس وتحذير لهم عن الذنوب وحيث لا يكون العمر معلوما يجوز أن يكون زمان الذنب آخره.
(ومن كساه الحياء ثوبه خفى على الناس عيبه) خفى كرضى خفاء فهو خاف إذا لم يظهر وذلك لانتفاء العيب لأن الحياء كما مر مرارا مانع من صدور ما يعاب به عقلا ونقلا خوفا من اللوم والظاهر أن المراد بثوب الحياء تغير حالة يعتري الإنسان بسبب الحياء والوجه في تشبيهه بالثوب هو الإحاطة والشمول وإسناد الفعل إلى الحياء مجاز عقلي.
(وانح القصد من القول فإن من تحرى القصد خفت عليه المؤن) أمر بطلب الاقتصاد من القول والتكلم بما فيه خير والتحرز عن غيره معللا بأن فيه النجاة من المشقات والشدايد اللازمة للأقوال الفاسدة في الدنيا والآخرة.
(وفي خلاف النفس رشدك) أي هدايتك واستقامتك على طريق الحق أمر بجهاد النفس الأمارة واللوامة حتى تصير مطمئنة سالكة لطريق الحق ومنهج الشرع حافظة لحدوده ومستمرة على ذلك حتى ترجع إلى المقصد الأولى والمرجع الأصلي ولا يتحقق ذلك إلا بوزن عقائدها وأعمالها وحركاتها وسكونها وميولها بميزان الشرع والعقل ومخالفة مقتضاها وكسر هواها وآلاتها البدنية وسد أبواب الإغواء والوساوس الشيطانية.
(من عرف الأيام لم يغفل عن الاستعداد) أي من عرف الأيام وصنعها بأهلها من قلب أحوالهم وخيبة آمالهم ابتلائهم بالموت والآلام وتأديبهم بالأمراض والأسقام وأخذهم بالعقوبة والانتقام مع مشاهدة سرعة فنائها وعدم بقائها يرد قلبه عن حب الدنيا والميل إليها ولم يغفل عن الاستعداد لأمر الآخرة وما يوجب المقام الرفيع فيها.
(ألا وإن مع كل جرعة شرقا وإن في كل أكلة غصصا) الجرعة بالفتح والضم فالضم الاسم من الشرب اليسير والفتح المرة الواحدة، والأكلة بالفتح المرة الواحدة من الأكل وبالضم اللقمة والشرق والغصة الشجي وما اعترض من الماء والطعام في الحلق والمراد بالجرعة والأكلة متاع الدنيا
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481