شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٣٨
ذكرنا ولما كان في وهم القاصر أن علمه تعالى بالمكان والمكانيات كعلمنا بها في الافتقار إلى الحواس والآلات دفعه بقوله:
(وعلمها لا بأداة لا يكون العلم إلا بها) لأن علمه تعالى بالمحسوسات ليس من جهة الحواس والآلات الجسمانية والقوى البدنية كعلمنا بها وذلك لأنه منزه عن الصفات الجسمانية والأدوات البدنية ولاستحالة افتقاره في علمه إلى الغير لأنه من خواص الإمكان وفي قوله «لا يكون العلم إلا بها» إيماء إلى أن نفي كون علمه تعالى بأداة إنما يحتاج إليه في العلم بالمحسوسات لأنه محل الوهم لا مطلقا.
(وليس بينه وبين معلومه علم غيره.. اه) بالتنوين والتوصيف أي ليس بينه وبين معلومه علم مغاير له تعالى بسببه كان عالما بمعلومه بل ذاته تعالى علم بمعلوماته ولو قرىء علم بالإضافة كان معناه ليس بينهما علم مغاير له تعالى بعلم ذلك العالم كان عالما بمعلومه وهو حينئذ رد على من ذهب إلى أنه يعلم الأشياء بصورها الحالة في المبادي العالية والعقول المجردة أو على من ذهب إلى أن إيجاده للخلق ليس من باب الاختراع والاهتداء، توضيحه أنه ليس إنشاؤه للخلق على وجه التعليم من الغير بحيث يشير عليه وجه الصواب حتى يكون أقرب إليه كما أشار إليه جل شأنه بقوله (ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم) وأشار إليه أمير المؤمنين في بعض خطبه بقوله «مبتدع الخلائق بعلمه بلا اقتداء ولا تعليم».
(إن قيل: كان فعلى تأويل أزلية الوجود) لما فهم من قولنا: فلان كان موجودا، حدوث وجوده في الزمان الماضي لدلالة «كان» عليه، أشار عليه الصلاة والسلام إلى نفي ذلك بأن المراد به أزلية وجوده. والأزل عبارة عن عدم الأولية والابتداء وذلك أمر يلحق واجب الوجود لما هو بحسب الاعتبار العقلي وهو ينافي لحوق الابتداء والأولية لوجوده لاستحالة اجتماع النقيضين (وإن قيل:
لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم) لما فهم من قولنا: لم يزل موجودا كون وجوده في الزمان وعدم زواله عنه، أشار إلى نفي ذلك - إذ لا زمان لوجوده - بأن معناه نفي العدم عنه وأن وجوده ليس مسبوقا.
(فسبحانه وتعالى عن قول من عبد سواه واتخذ إلها غيره) أشار إلى أن من لم يعرفه على الوجه المذكور واعتقد أنه تعالى يدرك بالعقل والوهم بكنه ذاته وصفاته ويشابه الخلق بوجه من الوجوه أو يدخل التفاوت والتجزية في ذاته أو يحيط به المكان أو يعلم الأشياء بعلم زائد أو بعلم عالم آخر أو يلحق الزمان بوجوده إلى غير ذلك مما لا ينبغي له فقد اتخذ إلها غيره وعبد من لم يستحق العبودية فهو شرك بالله العظيم.
(نحمده بالحمد الذي ارتضاه من خلقه وأوجب قبوله على نفسه) حمده بعد الحمد على
(٢٣٨)
مفاتيح البحث: الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481