شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٢٢
تنشأ من الشعور بعظمة الرب وهيبته وخوف الحجاب عنه بسبب الوقوف على النقصان والتقصير في أداء حقوق العبودية ورعاية الأدب فهي خوف خاص وإليه يرشد قوله تعالى: (ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب).
(فلا تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله) نهى عن اكتساب المعصية مطلقا ومنها الدنيا المانعة من الطاعة أو المفيضة إلى ترك الطهارة كبعض الأسفار للتجارة (واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله) في أوقاتها بشرايطها.
(واغتنموا أيامها) إذ لا يمكن التدارك بعد الفراغ من الدنيا وضمير التأنيث لها وللطاعة (واسعوا لما فيه نجاتكم غدا) من عذاب الله من المفروضات والمندوبات.
(فإن ذلك أقل للتبعة وأدنى من العذر) أي أقرب منه والتبعة بفتح التاء وكسر الباء على أحد من حق الغير سمي بها لأن صاحبه يتبعه ويطلبه ويطلب منه، وفيه تنبيه على أن العبد وإن اجتهد في الطاعة هو بعد في مقام التقصير إلا أن عذره لقلة تبعته قريب من القبول. (وأرجى للنجاة من العقوبة) وفيه إشعار بأن العامل المطيع لا ينبغي له الجزم بنجاته والاعتماد بعمله وإنما له رجاء النجاة كما دلت عليه الآيات والروايات والله سبحانه لا يخيب رجاءه إن شاء الله.
(وقدموا أمر الله.. اه) أمر بتقديم أمر الله تعالى وطاعة الإمام المنصوب من قبله على جميع الأمور الدنيوية وإن كانت مباحة ولا يتحقق ذلك إلا بمراقبة العبد جميع حركاته وسكناته (ولا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت.. اه) من الأولى بيان للأمور أو ابتدائية لها وكذا الثانية يعطفها على الأولى من غير عاطف وتركها شايع ويحتمل أن يكون الثانية بيانا لطاعة الطواغيت أو ابتدائية لها والمراد بزهرة الدنيا متاعها سمي بها لحسنه وزينته ونضارته وكثرة خيره عند أهله وقد نهى (عليه السلام) عن تقديم طاعة الطواغيت من الجن والإنس وتقديم زهرات الدنيا ومتاعها على أمر الله وطاعته وطاعة أولي الأمر كما هو شأن أكثر الناس ذلك يوجب الدخول في النار وغضب الجبار كما نطق به الآيات والروايات.
(واعلموا أنكم عبيد الله ونحن معكم) أي بين أظهركم إن أريد به المعية في الوجود أو عالمون بأحوالكم وأعمالكم وقد مر في الأصول أنهم عليهم السلام يعلمونها وفيه على الأول إشارة إلى أنه ينبغي تصحيح جميع الأعمال والأخلاق.
(يحكم علينا وعليكم سيد حاكم غدا) أي يحكم علينا من جهة الهداية والإرشاد وعليكم من جهة الطاعة والانقياد سيد متول لأمور الخلائق، حاكم عليهم غدا صبح يوم القيامة لا يرد أحد حكمه.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481