شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٢١
(وما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم وساء مصيرهم) إيثارهم إما بطلب الزائد عن قدر الحاجة أو بطلبه من شبهة أو من غير حل أو بمنع الحقوق خوفا من النقص أو بطلبها المفضى إلى التقصير في العمل للآخرة أو إلى تركه رأسا أو إلى إنكاره وإنكار أهله سيما الإمام الهادي، وسوء المنقلب متفاوت وكل لاحق أسوء منقلبا من السابق.
(وما العلم بالله والعمل إلا الفان مؤتلفان) وفي المصباح: ألفته من باب علم آنسته وأحببته واسم الفاعل أليف مثل عليم وآلف مثل عالم، وفي القاموس: الألف بالكسر والألف ككتف الأليف وعلى هذا يجوز في الفان مد الألف وكسرها وفتحها مع كسر اللام، وفي وصفهما بالإيتلاف مبالغة في وجود الألفة بينهما حتى لا يرضى أحدهما وجوده بدون الآخر كما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام):
«العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل ومن عمل علم والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل عنه».
(فمن عرف الله خافه) لظهور أن من عرف عظمته وكبرياءه وغناه عن الخلق وغضبه وقهره وكمال قدرته عليهم وعلى تعذيبهم واهلاكهم من غير أن يسأله سائل أو يمنعه مانع أو يعود إليه ضرر وعرف كمال إحتياجهم إليه في الوجود والبقاء في جميع الحالات حصلت له حالة نفسانية موجبة لاضطرابه تحت الهيبة وهذه الحالة تسمى خوفا ولها مراتب غير محصورة بحسب تفاوت مراتب المعرفة.
(وحثه الخوف على العمل بطاعة الله) لأن الخوف يحرك الخائف إلى ما يوجب القرب والاستعداد لفيضه ورفض ما يورث البعد عنه والاستحقاق لفيضه فيعمل بطاعته ويطهر ظاهره وباطنه عن الرذايل الموجبة للعقوبة والخذلان وبزينهما بالفضايل الموجبة للأمن والأمان (وأن أرباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله وعملوا له ورغبوا إليه) الموصول خبر ان والمراد بأرباب العلم الأئمة عليهم السلام أو علماء الشيعة أيضا وبأتباعهم الشيعة وأما غيرهم فلم يعرفوا الله ولم يعملوا له لأن أصولهم فاسدة وطاعتهم باطلة.
(وقد قال الله تعالى (إنما يخشى الله من عباده العلماء)) هم العلماء الربانيون الذين لهم معرفة بالله وبدينه على وجه يمنعهم من الركون إلى الدنيا وشهواتها ويزجرهم عن متابعة النفس ومشتهياتها ويبعثهم على عمل الآخرة وهم الموصوفون بالخشية وغيرها من الكمالات، ثم الخوف والخشية في اللغة بمعنى واحد فتم الاستشهاد بالآية إلا أن بينهما في عرف العارفين فرقا كما أشار إليه المحقق الطوسي في أوصاف الأشراف وهو أن الخوف ألم النفس من المكروه والمنتظر والعقاب المتوقع بسبب احتمال فعل المنهيات وترك الطاعات، والخشية: حالة نفسانية
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481