شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٢٥
الأئمة عليهم السلام. (ودان بغير دين الله) أي من أخذ دينا مغايرا لدين الله أو عبد الله وأطاعه بغير دينه الذي جاء به الرسول (صلى الله عليه وآله) (واستبد بأمره دون أمر ولي الله) انفرد بأمره وعمل برأيه متجاوزا عن أمر ولي الله غير متمسك به.
(كان في نار تلتهب) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: كان بالتشديد ليكون من الحروف المشبهة بالفعل والمراد أن حاله هكذا ي الدنيا في نظر أولياء الله، أقول الجزاء حينئذ غير مرتبط بالشرط وتقدير العائد خلاف الظاهر والظاهر أن كان ناقصة وأنه شبه أعماله القبيحة وأخلاقه الذميمة وعقايده الفاسدة بالنار في الإهلاك واستعار لفظ النار لها ورشح بذكر الإلتهاب أو سماها نارا مجازا مرسلا باعتبار أنها تصير نارا في القيامة. قال الشيخ في الأربعين: نقلا عن بعض العارفين مع تصويبه أن الحيات والعقارب والميزان في القيامة بعينها تلك الأعمال والأخلاق والعقائد الباطلة وإن اسم الفاعل في قوله تعالى: (يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) للحال وعلى حقيقته لا للاستقبال كما قيل وأن قبايحهم الخلقية والعملية والاعتقادية محيطة بهم في هذه النشأة وهي بعينها جهنم التي ستظهر عليهم في النشأة الأخروية بصورة النار وعقاربها وحياتها، ويحتمل أن يراد بالنار البعد والحرمان والسخط والخذلان على سبيل الاستعارة أو المجاز المرسل من باب تسمية السبب باسم المسبب. (تأكل أبدانا) أي تحرقها أو تحكها أو تفسدها بتشبيه النار بالأكل في الفناء والإفساد وإثبات الأكل لها مكنية وتخييلية.
(قد غابت عنها أرواحها) من باب نسبة الجمع إلى الجمع بالتوزيع والمراد بغيوبها فسادها بالمهلكات (وغلبت عليها شقوتها) الشقوة بالكسر ضد السعادة والشقوة الغالبة هي المخرجة عن الإيمان. (فهم موتى لا يجدون حر النار) كما لم يجده الميت لفقد شرطه وهو الروح والشعور وبالجملة كما أنه لابد في إدراك المعقولات من شعور خاص كذلك لابد في إدراك المحسوسات أيضا من شعور خاص ولم يوجد فيهم لأنهم بمنزلة الموتى مع أن الحكمة مقتضية لعدم وجدانه (ولو كانوا أحياء) كما يكون يوم القيامة (لوجدوا مضض حر النار) كما يجدون فيه والمضض محركة الألم والوجع (فاعتبروا يا أولي الأبصار) خطاب للشيعة وإنما أمرهم بالاعتبار من أحوالهم للفرار من مآلهم. (واحمدوا الله على ما هداكم) دل على أن الهداية موهبة من الله تعالى يلقيها في القلب ويوفق من قبلها.
(واعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته) لأن قدرته دائمة أبدية فلا مفر لكم إلى غيره ففروا إلى الله، أو المراد منه سلب القدرة والقوة عن النفس والتمسك بقدرة الله وقوته في جميع الأمور (وسيرى الله عملكم ثم إليه تحشرون) فيه وعد ووعيد وترغيب في العمل الصالح
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481