(وعاقبة ضرر فتنتها) ضررها الخروج من الدين وعاقبته الدخول في النار والإضافة بيانية (نهج سبيل الرشد) أي سلكه والرشد الهداية والاستقامة على طريق الحق مع تصلب فيه (وسلك طريق القصد) وهو طريق العدل وضد الإفراط كالإقتصاد. (بالزهد) في فضول الدنيا وزوائدها وإن كانت حلالا (فكرر الفكر في أحوالها) وانتقل إلى مآلها وتكراره يوجب ملكة الاعتبار وقوة الإزدجار.
(واتعظ بالصبر فازدجر) الإتعاظ: قبول الوعظ من الواعظ الأمين والإزدجار: منع النفس من الميل إلى الدنيا أي اتعظ من أحوال الماضين أو من أحوال الدنيا مع أهلها متلبسا بالصبر على مكارهها ونوازلها فازدجر من الركون إليها والوقوف عليها وجعل الباء صلة للإتعاظ بعيد.
(وزهد في عاجل بهجة الدنيا) بهجة الدنيا نعيمها وحسنها وزينتها وإضافة العاجل إليها اما بيانية أو من إضافة الصفة إلى الموصوف.
(وتجافى عن لذتها) التجافي من الجفاء وهو البعد عن الشيء (ورغب في دائم نعيم الآخرة) الذي لا ينقطع طول الزمان.
(وسعى لها سعيها) في ذكر المصدر وإضافته إلى الآخرة مبالغة وترغيب في السعي والاجتهاد لها والإتيان بأسبابها ومنافعها على قدر الإمكان.
(وراقب الموت) مراقبة الموت وإنتظاره يزعج النفوس إلى الاستعداد لأمور الآخرة وقطع طريق الجنة وسلوك سبيلها ومما يعين على مراقبته أن يتصور أيام عمره فراسخ وساعاته أميالا وأنفاسه خطوات فكم من شخص بقيت له فراسخ وآخر بقيت له أميال وآخر بقيت له خطوات ولما لم يكن له علم ببقاء شيء من ذلك فليجوز وجود الموت في الآن الموجود هو فيه وليتعوذ بالله من وروده على غير عدة.
(وشنيء الحياة مع القوم الظالمين) شنأه كمنعه وسمعه شنئا أبغضه وذلك لعلمه بأن في الميل إليهم فساد الدين وفي الرغبة عنهم هلاك النفس مع كراهته مشاهدة معصية الرب.
(نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة) ظاهرة وباطنة وهذا كالتأكيد للسابق ولذا ترك العاطف (حديدة النظر) يبلغ نظره إلى أقصى ما فيها من المفاسد والمقابح.
(وأبصر حوادث الفتن) المذكورة وغيرها مما في الاعصار السابقة والحاضرة (وضلال البدع) الحادثة في الدين من ابتدع المضلين.
(وجور الملوك الظلمة) بالقتل والأسر والنهب وغير ذلك من سيرتهم الخبيثة وسنتهم السيئة.
(فقد لعمري استدبرتم الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة) أي فقد استدبرتم، حذف الفعل لوجود المفسر وقد لتقريب الماضي إلى الحال لإحضار مضمونه عند