شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١٠ - الصفحة ٥٤
الذي يجب التبرؤ منه.
(فقال لي: يا زرارة قول الله أصدق من قولك) وهو وعد المستضعفين ومن بعدهم من الأصناف المذكورة بالجنة فلا يجوز إدخالهم في المخالف والتبرؤ منهم كما يتبرىء منه.
(وزاد حماد في الحديث قال:) أي زاد حماد في هذا الحديث عن زرارة قال زرارة: (فارتفع صوت أبي جعفر (عليه السلام) وصوتي حتى يكاد يسمعه من على باب الدار) دل على سوء أدب زرارة وانحرافه (1) والحق أنه من أفاضل أصحابنا أنه منزه عن مثل ذلك وكأن قوله هذا كان قبل استقراره على المذهب الصحيح أو كان قصده معرفة كيفية المناظرة في هذا المطلب وتحصيل المهارة فيها ليناظر مع الخوارج وأضرابهم ورأى أن المبالغة فيها لا تسوؤه (عليه السلام) بل تعجبه، والله يعلم.
(وزاد فيه جميل عن زرارة فلما كثر الكلام بيني وبينه قال لي: يا زرارة حقا على الله أن لا يدخل الضلال الجنة) المراد بالضلال المستضعفين وغيرهم من الأصناف المذكورة فهم ليسوا بكفار لدلالة الروايات الصحيحة والمعتبرة وإجماع الفرقة الناجية على أن الكفار لا يدخلون الجنة.

(1) قوله «على سوء أدب زرارة وانحرافه» أما سوء الأدب فهو كذلك، وأما الانحراف فلا يدل كلامه عليه إذ رب محب يطيش فيخرج عن الأدب لاعن الحب، وليس كل أحد معصوما عن الزلل. أما رأيت ولدا برا بوالديه قد يتفق عند الغضب أن يخشن الكلام ويهجر الوالد ثم يندم من قريب ويعتذر، وروي من ابن عباس أشد من ذلك بالنسبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان تابعا وليا له من أول عمره إلى آخره بعد ذاك العتاب وقبله بل يدل هذا الحديث على أن زرارة مفرطا في الولاية مبالغا فيه زائدا متجاوزا عن الحد الذي كان يرضى به الإمام (عليه السلام) وكان يرى أن كل متخلف عن أهل البيت كافر وردعه عنه الإمام (عليه السلام) بأن المستضعفين من الضلال في الجنة (ش).
(٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 ... » »»
الفهرست