* الشرح:
قوله: (قال: إن العبد يصبح مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافرا ويمسى مؤمنا وقوم يعارون الإيمان ثم يسلبونه ويسمون المعارين، ثم قال: فلان منهم) يريد أن كل واحد من الايمان والكفر قد يكون مستودعا غير مستقر فيزول سريعا بحدوث ضده وسر ذلك أن القلب إذا اشتد ضياؤه وكمل صفاؤه استقر الايمان وكل ما هو حق فيه، فإذا اشتدت ظلمته وكملت كدرته استقر الكفر وكل ما هو باطل فيه، فإذا كان بين ذلك باختلاط الضياء والظلمة فيه كان مترددا بين الإقبال والإدبار ومتحيرا بين الإيمان والكفر. فإن غلب الأول دخل الإيمان فيه من غير استقرار وان غلب الثاني دخل الكفر فيه كذلك، وربما يصير الغالب مغلوبا فيعود من الايمان إلى الكفر ومن الكفر إلى الايمان، فلا بد للعبد مراعاة قلبه فإن رآه مقبلا إليه عز وجل شكر وبذل جهده ويطلب منه الزيادة لئلا يستدبر ولذلك قال العلماء: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) وان رآه مدبرا زائغا عن الحق تاب واستدرك ما فرط فإن لم يفعل ربما سلط الله عليه العدو ورفع عنه التوفيق وهو يموت مدبرا مسلوب الايمان كما قال الله تعالى (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم) نعوذ بالله من الازاغة.
* الأصل:
3 - علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري وغيره عن عيسى شلقان قال:
كنت قاعدا فمر أبو الحسن موسى (عليه السلام) ومعه بهمة قال: قلت: يا غلام ما ترى ما يصنع أبوك، يأمرنا بالشيء ثم ينهانا عنه، أمرنا أن نتولى أبا الخطاب ثم أمرنا أن نلعنه ونتبرء منه؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام) وهو غلام: «إن الله خلق خلقا للإيمان لا زوال له وخلق خلقا للكفر لا زوال له وخلق خلقا بين ذلك أعارهم الإيمان يسمون المعارين، إذا شاء سلبهم وكان أبو الخطاب ممن، أعير الإيمان.
قال: فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته ما قلت لأبي الحسن (عليه السلام) وما قال لي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنه نبعة نبوة».
* الشرح:
قوله: (قال كنت قاعدا فمر أبو الحسن موسى (عليه السلام) ومعه بهمة - إلى آخره) البهمة بفتح الباء وسكون الهاء ولد الشاة، وهي بعد السخلة، وأبو الخطاب كوفي غال ملعون قد أعير الايمان فرجع منه إلى الكفر فله التولي وقت الايمان ومنه التبري وقت الكفر، والنبعة الشجرة التي يتخذ منها القوس ويتخذ من أغصانها السهام، وقد تطلق على غصنها أيضا.