قلب سليم أطاع من يهديه وتجنب ما يرديه فيدخل مدخل الكرامة فأصاب سبيل السلامة يبصر ببصره وأطاع هادي امره دل أفضل الدلالة وكشف غطاء الجهالة المضلة الملهية فمن أراد تفكرا وتذكرا فليذكر رأيه وليبرز بالهدى ما لم تغلق أبوابه وتفتح أسبابه وقبل نصيحة من نصح بخضوع وحسن خشوع بسلامة الاسلام ودعاء التمام وسلام بسلام تحية دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالايمان ويتعارف عدل الميزان فليقبل امره واكرامه بقبول وليحذر قارعة قبل حلولها ان أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان لا يعي حديثنا الا حصون حصينة أو صدور أمينة أو أحلام رزينة يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب فقال رجل من شرطة الخميس ما هذا العجب يا أمير المؤمنين قال ومالي لا أعجب وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث الا صوتات بينهن موتات حصد نبات ونشر أموات يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب قال أيضا رجل يا أمير المؤمنين ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه قال ثكلت الآخرة أمة وأي عجب يكون أعجب من أموات يضربون هامات الاحياء قال أنى يكون ذلك يا أمير المؤمنين قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة كأني انظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة وقد شهروا سيوفهم على مناكبهم يضربون كل عدو لله ولرسوله (ص) وللمؤمنين وذلك قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئسوا الكفار من أصحاب القبور) أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني لا نا بطرق السماء اعلم من العالم بطرق الأرض انا يعسوب المؤمنين وغاية السابقين ولسان المتقين وخاتم الوصيين ووارث النبيين وخليفة رب العالمين انا قسيم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض وصاحب الأعراف فليس منا أهل البيت امام الا وهو عارف بجميع أهل ولايته وذلك قول الله تبارك وتعالى (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) الا أيها الناس سلوني قبل أن تشرع برجلها فتنة شرقية
(١٩٨)