فضة بل رجال كزبر الحديد لكأني انظر إليهم على البراذين الشهب بأيديهم الحراب يتعاوون شوقا إلى الحرب كما تتعاوى الذئاب أميرهم رجل من تميم يقال له شعيب ابن صالح فيقبل الحسين عليه السلام فيهم وجهه كدايرة القمر يروع الناس جمالا فيبقى على اثر الظلمة فيأخذ سيفه الصغير والكبير والوضيع والعظيم ثم يسير بتلك الرايات كلها حتى يرد الكوفة وقد جمع بها أكثر أهلها فيجعلها له معقلا ثم يتصل به خبر المهدي عليه السلام فيقولون له يا بن رسول الله " ص " من هذا الذي نزل بساحتنا فيقول الحسين (ع) اخرجوا بنا إليه حتى تنتظروا من هو وما يريد وهو يعلم والله انه المهدي وانه ليعرفه وانه لم يرد بذلك الامر الا الله فيخر ج الحسين عليه السلام وبين يديه أربعة آلاف رجل في أعناقهم المصاحف وعليهم المسوح مقلدين بسيوفهم فيقبل الحسين عليه السلام حتى ينزل بقرب المهدي عليه السلام فيقول سائلوا عن هذا الرجل من هو وما ذا يريد فيخرج بعض أصحاب الحسين عليه السلام إلى عسكر المهدي عليه السلام فيقول أيها العسكر الجايل من أنتم حياكم الله ومن صاحبكم هذا وماذا يريد فيقول أصحاب المهدي هذا مهدي آل محمد عليهم السلام ونحن أنصاره من الجن والإنس والملائكة ثم يقول الحسين عليه السلام خلوا ببني وبين هذا فيخرج إليه المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول الحسين عليه السلام ان كنت مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله فأين هراوة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وخاتمه وبردته ودرعه الفاضل وعمامته السحاب وفرسه وناقته العضباء وبغلته دلدل وحماره يعفور ونجيبه البراق وتاجه والمصحف الذي جمعة أمير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير ولا تبديل فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه وقال أبو عبد الله عليه السلام انه كان كله في السفط وتركات جميع النبيين حتى عصى آدم عليه السلام ونوح عليه السلام وتركة هود وصالح عليهما السلام ومجموع إبراهيم " ع " وصاع يوسف " ع " ومكيل شعيب " ع " وميزانه وعصى موسى " ع " وتابوته الذي فيه
(١٨٩)