الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٣٣٠
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن إسماعيل بن دبيس (1) عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا خلق الله العبد في أصل الخلقة كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر والجبرية (2) فقسا قلبه وساء خلقه وغلظ وجهه وظهر فحشه وقل حياؤه وكشف الله ستره وركب المحارم فلم ينزع عنها، ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ووثب على الناس، لا يشبع من الخصومات، فاسألوا الله العافية واطلبوها منه.
3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لمتان: لمة من الشيطان ولمة من الملك، فلمة الملك: الرقة والفهم ولمة الشيطان السهو والقسوة (3).
(باب الظلم) 1 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الظلم

(1) في بعض النسخ [إسماعيل بن خنيس].
(2) قوله: " في أصل الخلق كافرا " قيل: قوله: " كافرا " حال عن العبد فلا يلزم أن يكون كفره مخلوقا لله تعالى. أقول: كأنه على المجاز فإنه تعالى لما خلقه عالما بأنه سيكفر فكأنه خلقه كافرا، أو الخلق بمعنى التقدير والمعاصي يتعلق بها التقدير ببعض المعاني وكذا تحبيب الشر إليه مجاز فإنه لما سلب عنه التوفيق لسوء أعماله وخلى بينه وبين نفسه وبين الشيطان فأحب الشر فكأن الله حببه إليه كما قال: سبحانه: " حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان " وإن كان الظاهر أن الخطاب لخلص المؤمنين. " فيقرب منه " أي العبد من الشر أو الشر من العبد وعلى التقديرين كأنه كناية عن ارتكابه (آت).
(3) قوله: " لمتان لمة من الشيطان الخ " اللمة من الشيطان أو الملك مستهما وهو ما يلقيان في قلب الانسان من دعوة الشر أو الخير. وقوله (عليه السلام): " الرقة والفهم - وقوله - السهو والغفلة " من قبيل بيان المصداق والأصل في ذلك قوله تعالى " الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم * يؤت الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا الآية " والمقابلة بين الوعدين يدل على أن أحدهما من الملك والاخر من الشيطان (الطباطبائي)
(٣٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 ... » »»
الفهرست