(في تأييد المؤمن من الله) قد كنا وعدنا ذيل حديث ص 268 ايراد ما أفاده العلامة الطباطبائي مد ظله العالي في توضيح الحديث فنورده ايفاء لما وعدنا وهذا نص كلامه:
" قال الله تعالى: " أ ومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها... " الآية الانعام - 122 - دلت الآية على ما يخص الله تعالى به الايمان في مقابل الكفر من الآثار وهو النور الذي يسري في أفعال العبد فيرى به الخير ويفرقه من الشر ويميز به النفع من الضر والدليل على أن هذا النور لغاية الابصار قوله تعالى: " الذين إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " الأعراف - 200 - وهذا النور الذي هو نور الابصار والادراك من خواص الحياة كما أن نور الادراك الحسي و الخيالي في الانسان وسائر أنواع الحيوان لا يتحقق إلا بعد تحقق الحياة وهذه الحياة التي أثبتها الله تعالى للمؤمن حياة خاصة، زائدة على الحياة العامة التي يشترك فيها المؤمن والكافر فللمؤمن حياتان وللكافر حياة واحدة ومن هنا يمكن للمتدبر أن يحدس أن للمؤمن روحا آخر وراء الروح الذي يشترك فيه المؤمن والكافر فإن خاصة الحياة إنما يترشح من الروح واختلاف الخواص يؤدي إلى اختلاف المبادي.
وهذا هو الذي يظهر من مثل قوله تعالى: " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه... " الآية المجادلة - 22 - وهو الذي تدل عليه هذه الرواية.
وليست هذه الروح من الملائكة فإن الله أينما ذكر الروح عده غير الملائكة كقوله: " ينزل الملائكة بالروح من أمره... الآية " النحل - 2. وقوله: " يوم