آية الله الحاج الشيخ محمد الفاضل اللنكراني، متعنا الله تعالى بطول بقائه الشريف. طلبت منه مرارا وراجعته مكررا أن يؤسس كلية فقهية لجذب النفوس المستعدة وذوي الهمم العالية للتفقه في الدين حتى يصلوا إلى أقصى مراتب الاجتهاد النافع، وأعلى مراتب الفقه الناجح، بهم يدفع إفراط الغالين وتحريفات الضالين وبدع المضلين، ليكونوا دعاة إلى الدين، وحماة عن حريم أئمتنا المعصومين سلام الله عليهم أجمعين.
فأجابني أيده الله إلى ما طلبته، وأقامني لتأسيس ما رجوته، فأسسنا بأمره مع جماعة من الإخوان منهم: نجله الشريف الزكي والعالم الحفي الشيخ محمد جواد الفاضل سلمه الله تعالى، مركزا فقهيا وجامعا دينيا.
وكنت أدرس في لجنة القضاء الإسلامي، فقصدت إلى تدوين ما ألقيت من المباحث في شهر رمضان 1419 حول قاعدة القرعة. ولما كان محور تدريسنا ما ألفه المؤسس المعظم شيخنا الأستاذ آية الله الفاضل حول قاعدة القرعة، المطبوع في كتابه القواعد الفقهية، فجعلت كتابي هذا على ثلاثة أبواب:
الباب الأول: فيما كان قبل كلام الأستاذ، وفيه كليات نافعة ومقدمات ناجحة.
الباب الثاني: فيما يكون مع كلام الأستاذ، وفيه بعض التوضيحات والتعليقات.
الباب الثالث: فيما يكون بعد كلام الأستاذ، وفيه ما نذكره بعنوان التنبيهات فيما بقي من الأبحاث اللازمة.
فصار بحمد الله كتابا وافيا ومقالا شافيا، نرجو من الله القبول، وأهدي ثوابه إلى مولانا وسيدنا خاتم الأوصياء وبقية الأصفياء الحجة ابن الحسن العسكري أرواحنا فداه.
" اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه واجعلنا من أعوانه وأنصاره " قم المقدسة حسين الكريمي القمي - شوال 1419