القرآن الكريم ﴿ليشهدوا منافع لهم﴾ (1).
وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى " منافع " في الآية: أهي منافع الدنيا أم الآخرة؟
فقال (عليه السلام): الكل (2).
ومنافع الأمة الإسلامية على أنواع وأقسام ومراتب: منافع ثقافية، ومنافع سياسية، ومنافع اقتصادية، وحتى منافع عسكرية؛ فإن تعبير " ليشهدوا منافع لهم " يشمل كل المنافع وبجميع مراتبها.
يقول قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي حفظه الله، عن المنافع الاجتماعية للحج: " من الجهة الاجتماعية لا نظير للحج بين الفرائض الإسلامية؛ ذلك أنه مظهر لقدرة الأمة الإسلامية وعزتها واتحادها. ولا فريضة كالحج تعلم أفراد المسلمين - بهذا النحو - الدرس والعبرة بقضايا الأمة الإسلامية والعالم الإسلامي، وتعطيهم القوة والعزة والوحدة. وإن تعطيل هذه الجهة من الحج هو سد لينابيع الخير عن المسلمين، لا يمكنهم الحصول عليها من أي طريق آخر " (3).
أجل، إنه كما قال الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه مجدد الحج الإبراهيمي المحمدي صلوات الله عليهما وآلهما: " الحج، كالقرآن، ينتفع به الجميع، لكن العلماء والمتعمقين في معانيه، والمطلعين على هموم الأمة الإسلامية إن ألقوا القلب في بحر معانيه ولم يتهيبوا الدنو والغوص في أحكامه وسياساته الاجتماعية سيلتقطون من أصداف هذا البحر المزيد من جواهر الهداية والرشد والحكمة والحرية، وسيرتوون إلى الأبد من زلال حكمته ومعرفته.