بذلك في قبال الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه المعتقد بسهو النبي صلى الله عليه وآله حتى أنه قال: لو وفقني الله تعالى أصنف كتابا في ذلك 1 وقال بعض العلماء: الحمد لله الذي لم يوفقه لذلك.
وعلى الجملة فاعتقاد عدم سهو النبي ليس من الغلو الموجب للكفر فإنه أمر ممكن للانسان، وليس بمحال أن يوجد فرد لا يسهو أبدا لأن شأن الأشخاص من جهة السهو والخطأ وجودا وعدما قلة وكثرة مختلف، فقد يرى من لا يخلو صلاته من السهو أبدا بل يشك في كل شئ وينسى حينا بعد حين - وأنت تعلم أن لكثير الشك في الفقه أحكاما - كما أنه قد يوجد من يدعي أنه لا يسهو أبدا ويقول:
ليس ببالي أني سهوت أو شككت في الصلاة مثلا ولو مرة واحدة في العمر، فحيث إن أصل هذه الصفة غير خارج عن طوق البشر كله بل هو أمر ممكن في حقه، فلذا لا بأس باعتقادها في حق النبي أو الأئمة عليه السلام.
وقد جرى بحث ومناظرة لطيفة بيننا وبين قاضي القضاة بمدينة الرسول صلى الله عليه وآله عندما تشرفنا الزيارة في السفرة الأولى وقد دعوناه لنستأذن منه في إقامة حفلة عزاء لشهيد الحق والانسانية مولانا الحسين أيام العاشور و