ذكرى مصائب سيد الشهداء عليه السلام وما أصابه في سبيل الله فلبى دعوتنا مشكورا وحضر مسجد رسول الله وهناك دار البحث بيننا حق انجر الكلام إلى أن قال لنا: أنتم غالون، تستشفون من النبي والإمام، وتقولون إنهم أحياء، إلى غير ذلك من الأمور فقلنا في جوابه.
أولا: وأنتم أيضا كذلك ألم تكونوا تسلمون على رسول الله وتقولون:
السلام عليك يا نبي الله؟ فلو أنه صلى الله عليه وآله قد مات ولا يشعر شيئا ولا يسمع سلام المسلم عليه فما معنى مبادرتكم إلى المثول في حضرته والوقوف على قبره وسلامكم عليه كسلامكم على الأحياء؟
وثانيا: هب أن ما ذكرته كان من الغلو فهل مطلق الغلو يوجب الكفر؟ و هل القول بحياة النبي مثلا وأنه يسمع سلام المسلم عليه بإذن الله تعالى غلو مضر بالتوحيد؟.
والحاصل: أن هذه الأمور ليست غلوا في شأنهم 1 فإن المراد من حياتهم هو أنهم بعد الموت يسمعون الكلام ويطلعون على الحوادث والوقائع كما تقول في زيارة الإمام أمير المؤمنين أشهد أنك تسمع كلامي وتشهد مقامي 2 وهذه المزايا وإن لم تكن عادية يجدها كل الناس وعامتهم إلا أنها ليست من صفات الله الخاصة به لأن الاطلاع على الأمور والعلم بالحوادث حتى بعد الموت ليس من صفات الباري تعالى.