الله بمعزل عنها فهذا كفر بالله تعالى لنقض توحيد الأفعال بهذه الاعتقادات الفاسدة والتمويهات الكاسدة فإن أزمة الأمور كلها بيد الله تعالى.
ولو قال الغالي واعتقد بأن النبي أو الوصي أو الأئمة عليهم السلام ليسوا بشرا فهذا تكذيب للقرآن الكريم حيث يقول: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " 1 وهذا صريح في أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الذي هو أفضل الخلائق كلها أيضا بشر، إلا أنه كان في أعلى درجات الكمال حيث كان يوحى إليه فهو من هذه الحيثية نظير ما لو قال بأن مسيلمة نبي من أنبياء الله فإنه تكذيب لقوله تعالى: " ولكن رسول الله وخاتم النبيين " 2 ولو فرض أن مسيلمة بحسب الذات كان قابلا وصالحا لذلك.
والحاصل: أنه لو آل الأمر وانجر الغلو إلى إنكار الصانع تعالى أو إلى اثبات شريك له أو إلى نسبة صفة من صفات الله تعالى التي يجب الاعتقاد بها إلى الغير أو إلى تكذيب القرآن فلا محالة يوجب الكفر والنجاسة. ويستحق الغالي بذلك ما أعده الله للكافرين وقد كانت الأئمة عليهم السلام يتبر أون منهم ويطردونهم و يعاقبونهم. 3