نتائج الأفكار ، الأول - السيد الگلپايگاني - الصفحة ١٩٩
الله بمعزل عنها فهذا كفر بالله تعالى لنقض توحيد الأفعال بهذه الاعتقادات الفاسدة والتمويهات الكاسدة فإن أزمة الأمور كلها بيد الله تعالى.
ولو قال الغالي واعتقد بأن النبي أو الوصي أو الأئمة عليهم السلام ليسوا بشرا فهذا تكذيب للقرآن الكريم حيث يقول: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " 1 وهذا صريح في أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله الذي هو أفضل الخلائق كلها أيضا بشر، إلا أنه كان في أعلى درجات الكمال حيث كان يوحى إليه فهو من هذه الحيثية نظير ما لو قال بأن مسيلمة نبي من أنبياء الله فإنه تكذيب لقوله تعالى: " ولكن رسول الله وخاتم النبيين " 2 ولو فرض أن مسيلمة بحسب الذات كان قابلا وصالحا لذلك.
والحاصل: أنه لو آل الأمر وانجر الغلو إلى إنكار الصانع تعالى أو إلى اثبات شريك له أو إلى نسبة صفة من صفات الله تعالى التي يجب الاعتقاد بها إلى الغير أو إلى تكذيب القرآن فلا محالة يوجب الكفر والنجاسة. ويستحق الغالي بذلك ما أعده الله للكافرين وقد كانت الأئمة عليهم السلام يتبر أون منهم ويطردونهم و يعاقبونهم. 3

١. سورة الكهف الآية ١١٠.
أقول: وهنا لطيفة لا يخلو ذكرها عن فائدة وهي أن واحدا من تلامذة الأستاذ الأعظم دام ظله استشكل عليه في هذا اليوم - ٢١ ذي القعدة الحرام ١٣٨٨ ه‍ - وفي هذا المقام أي عند انجرار البحث إلى هذه المطالب وذكر الأستاذ الآية الكريمة فقال معترضا عليه بأنه فكيف ورد في القرآن الكريم: " ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم " فأجابه سيدنا الأستاذ دام ظله بداهة أن هذا كلام النساء - نساء مصر - وهن قد قلن ذلك ما أنت وكلام النساء؟ وضحك هو والفاضل المستشكل والجم الغفير الحاضرون.
٢. سورة الأحزاب الآية ٤٠.
٣. أقول: فعن أبي عبد الله قال: أتى قوم أمير المؤمنين فقالوا السلام عليك يا ربنا فاستتابهم فلم يتوبوا فحفر لهم حفيرة واو قد فيها نارا وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها إلى وأفضى بينهما فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة وأوقد في الحفيرة الأخرى حتى ما توا الكافي ج ٧ ص ٢٥٧ ووسائل الشيعة ج ١٨ ص ٥٥٢ ب 6 من أحكام المرتد ح 1.
وعن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام لما فرغ من أهل البصرة أتاه سبعون رجلا من الزط فسلموا عليه وكلموه بلسانهم فرد عليهم بلسانهم ثم قال: إني لست كما قلتم أنا عبد الله مخلوق فأبوا عليه وقالوا أنت هو فقال لئن لم تنتهوا وترجعوا عما قلتم في و تتوبوا إلى الله لأقتلنكم فأبوا أن يرجعوا ويتوبوا فأمران تحفر لهم آبار فحفرت ثم خرق بعضها إلى بعض ثم قذفهم فيها ثم خمر رؤوسها ثم الهبت النار في بئر منها ليس فيه أحد منهم فيدخل عليهم الدخان فيها فماتوا. كافي ص 259 وسائل الشيعة ص 553.
وكان الإمام الصادق عليه السلام يلعن الغلاة ويكفرهم عموما وخصوصا وقال عليه السلام لمرازم: قل للغالية: توبوا إلى الله فإنكم فساق كفار مشركون.
وقال عليه السلام له: إذا قدمت الكوفة فأت بشار الشعيري وقل له: يقول لك جعفر بن محمد: يا كافر يا فاسق أنا برئ منك. قال مرازم: فلما قدمت الكوفة قلت له: يقول لك جعفر بن محمد: يا كافر يا فاسق يا مشرك أنا برئ منك قال بشار: وقد ذكرني سيدي؟ قلت: نعم ذكرك بهذا قال:
جزاك الله خيرا.
ولما دخل بشار الشعيري على أبي عبد الله عليه السلام قال له: أخرج عني لعنك الله والله لا يظلني و إياك سقف أبدا فلما خرج قال عليه السلام: ويله ما صغر الله أحدا تصغير هذا الفاجر إنه شيطان ابن شيطان خرج ليغوي أصحابي وشيعتي فاحذروه وليبلغ الشاهد الغائب إني عبد الله وابن أمته ضمتني الأصلاب والأرحام وإني لميت ومبعوث ثم مسؤول.
وقال أبو عبد الله الصادق عليه السلام يوما لأصحابه: لعن الله المغيرة بن سعيد لعن الله يهودية كان يختلف إليها يتعلم منها الشعر والشعبذة والمخاريق أن المغيرة كذب على أبي، وأن قوما كذبوا على ما لهم؟ أذاقهم الله حر الحديد، فوالله ما نحن إلا عبيد خلقنا الله واصطفانا، ما نقدر على ضر ولا نفع إلا بقدرته إن رحمنا فبرحمته وإن عذبنا فبذنوبنا ولعن الله من قال فينا ما لا نقول في أنفسنا ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا. راجع الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 1 - 2 ص 235.
ونلفت نظر القارئ الكريم إلى أنه قد ألف كتب قيمة مستقلة حول موقف الأئمة الطاهرين عليهم السلام من الغلاة وتبريهم عنهم والجهر بلعنهم.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المؤلف 3
2 تقريظ سيدنا الأستاذ دام ظله 9
3 من جملة النجاسات الكافر، والاستدلال بالآية 11
4 ما هو المراد من النجس 23
5 نكتة شريفة 30
6 ما هو المراد من المسجد الحرام 32
7 حول معارضة آية الطعام 34
8 الاستدلال بآية الرجس 37
9 الأخبار الدالة على نجاسة الكفار 39
10 اشكال الهمداني والجواب عنه 51
11 الكلام حول الاجماع على النجاسة 55
12 تذنيب البحث 66
13 أدلة القائلين بطهارة أهل الكتاب 69
14 الاستدلال بالكتاب على طهارتهم 70
15 مع صاحب المنار 71
16 الطعام في السنة 73
17 هل الطعام بمعنى الاطعام 79
18 الاخبار التي تمسك بها القائلون بالطهارة 80
19 كلمة حول الرأي المختار 94
20 كلمة من بعض الاجلاء 95
21 الكلام حول نجاسة أولاد الكفار 99
22 الاخبار المعارضة 106
23 الكلام في استصحاب النجاسة 110
24 الكلام في السيرة 114
25 مسألة في أولادهم من السفاح 116
26 كلمة حول التبعية 118
27 مسألة بالنسبة إلى ولد الكافر، المجنون 119
28 بحث في المسبي 123
29 فرعان يكثر الابتلاء بهما 126
30 تنبيه 131
31 كلمة أخرى حول التبعية 132
32 الكلام في حكم اللقيط 134
33 حكم اجزاء الكافر التي لا تحله الحياة 137
34 حول معنى الكفر والاسلام 143
35 كلمة أخرى حول الكفر 150
36 حول انكار الضروري 159
37 كلمة في معيار الضروري 179
38 الكلام في الارتداد واحكام المرتد 181
39 كلمة في ولد المرتد 183
40 كلمة حول المنافقين 185
41 الكلام حول كفر الخوارج والنواصب 189
42 الكلام حول الغلاة 197
43 البحث حول المجسمة 205
44 الكلام حول المجبرة 215
45 الكلام حول المفوضة 221
46 تذنيب يناسب المقام 226
47 الكلام حول المخالفين 229