في فضائل على ومناقبه إلا أن المتصدين لأمر الخلافة قبله كانوا أنسب لإدارة أمور الناس إلى غير ذلك من الأعذار الفاسدة والدعاوى الواهية التي هي أوهن من بيت العنكبوت " وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون. " إن قلت: فما تصنع بما قاله الإمام أبو جعفر عليه السلام: ارتد الناس بعد رسول الله إلا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد. 1 نقول: إن هذا الارتداد ليس هو الارتداد المصطلح الموجب للكفر و النجاسة والقتل، بل الارتداد هنا هو نكث عهد الولاية، ونوع رجوع عن مشي الرسول الأعظم، وعدم رعاية وصاياه، ولو كان المراد منه هو الارتداد الاصطلاحي لكان الإمام عليه السلام - بعد أن تقلد القدرة وتسلط على الأمور - يضع فيهم السيف ويبددهم ويقتلهم من أولهم إلى آخرهم خصوصا بلحاظ أن توبة المرتد الفطري لا تمنع قتله ولا ترفعه بل يقتل وإن تاب.
فتحصل من جميع ما ذكرناه أن اطلاق النواصب والخوارج لا يشمل كل من كان له عداوة بأي ألوانها بل المسلم منها العدواة الدينية واتخاذها دينا لنفسه يتقرب بها إلى الله سبحانه. وهذه الفرقة الملعونة مع تلك العقيدة المشئومة قليلة جدا اعتبروا أعداءا لآل محمد صلى الله عليهم أجمعين وبهذا يعدون من المنكرين لضرورة اسلامية ولا مجال للترديد والارتياب في كفرهم ونجاستهم أبدا هذا و سيجيئ مزيد بيان لهذا في المباحث القادمة إن شاء الله تعالى.