وإذا كان كذلك فأي بعد في أن يتأثر البعض في هذه الأجواء المظلمة بتلك المفاهيم الخاطئة والالقاءات المضلة ويقطع بها ويتداخل بغض علي عليه السلام في قلبه، وهل يمكن القول بأن كل ما وقع وما صدر عن الناس بعد قتل الحسين من الفرح والسرور، والصدقات والنذور، كان عن تفهم وشعور؟.
ومجمل الكلام إن كثيرا منهم ولا أقل من بعضهم كان قد اشتبه عليه الأمر فقال ما قال وأتى بما أتى في تلك الظروف الخاصة، وعلى هذا فكيف يطلقون كفر الخوارج مثلا مع أنهم ربما يقيدون انكار الضروري الموجب للكفر بعدم كونه عن شبهة فإن ظاهر اطلاق المثال يعرب عن موضوعية الانكار في اقتضاءه الكفر كانكار الصانع، والحال أن مقتضى ظاهر تقييد بعض انكار الضروري بعدم الشبهة، طريقته للتكذيب.
وقد تصدى علم التحقيق والتقى الشيخ المرتضى قدس سره للجواب عنه وملخص كلامه أن الاسلام شرعا وعرفا عبارة عن التدين بهذا الدين الخاص الذي يراد منه مجموع حدود شرعية منجزة على العباد كما قال الله تعالى: " إن الدين عند الله الاسلام. " فمن خرج عن ذلك ولم يتدين به كان كافرا غير مسلم سواء لم يتدين به أصلا أو تدين ببعضه دون بعض أي بعض كان. ثم استشهد بصحيحة أبي الصباح الكناني 1 وقال بعد ذلك: فهذه الرواية واضحة الدلالة على أن التشرع بالفرائض مأخوذ في الايمان المرادف للاسلام كما هو ظاهر السؤال و الجواب. ثم ذكر مكاتبة عبد الرحيم 2 وصحيحة عبد الله بن سنان 3 وأشار بعدها إلى رواية مسعدة بن صدقة 4 ثم ذكر صحيحة بريد العجلي 5 وقطعة من رواية