فتارة يطلق على منكر الصانع تعالى أو الرسالة مثلا.
وأخرى يطلق على تارك فريضة من الفرائض قال الله تعالى: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " 1 فقد عد واعتبر ترك الحج كفرا وتاركه كافرا.
وثالثة يطلق ويراد به أن المتصف به يحشر في القيامة مع الكافرين وفي زمرتهم.
ولكن المقصد فيما نحن فيه هو الحكم بالنجاسة على المتصف به وهو تمام المراد ومطمح النظر ويؤول الأمر إلى تفسير الكافر هنا بمن يحكم عليه بالنجاسة وهو يدور مدار واحد من الأمرين المذكورين آنفا:
أحدهما: كون الانسان خارجا عن حريم الاسلام وحوزة المسلمين بأن لا يقر بالشهادتين كعباد الأصنام واليهود والنصارى.
ثانيهما: الانتحال مع الانكار وعلى ذلك يحكم بكفر الشاك الذي لا يقر ولا ينكر فهو بعدم اقراره بالشهادتين يكون كافرا.
نعم في بعض الأخبار ما لا يساعد ذلك حيث إن الظاهر منه أن الملاك في الكفر هو الجحد، وبما أن الشاك ليس بجاحد فليس هو كافرا. وأهم هذه الأخبار وأظهرها روايتان:
إحديهما: رواية محمد بن مسلم قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسا عن يساره وزرارة عن يمينه فدخل عليه أبو بصير فقال يا أبا عبد الله ما تقول فيمن شك في الله؟ فقال: كافر يا أبا محمد قال: فشك في رسول الله صلى الله عليه وآله؟
فقال: كافر، قال ثم التفت إلى زرارة فقال: إنما يكفر إذا جحد. 2