الدلائل الدالة على وجوده أوضح من أن يشك فيها ولا ينكره إلا معاند مباهت.
الثالث: ما قيل المراد بالشاك المقر تارة والجاحد أخرى وأنه كلما أقر فهو مؤمن وكلما جحد فهو كافر.
الرابع: أن المعنى إن الشك إنما يصير سببا للكفر إذا كان مقرونا بالجحود الظاهري وإلا فهو منافق يجرى عليه أحكام الاسلام ظاهرا. 1 وعلى أي حال فلا شبهة في ظهور الروايتين في إناطة الكفر بالجحود و توقفه عليه وعدم البأس بمجرد الشك ما لم يكن مقرونا بالانكار كما أن رواية هاشم البريد المذكورة آنفا أيضا ظاهرة في هذا، فإذا أقر بالشهادتين وشك بعد ذلك فهذا الشك غير ضار أصلا بل واليقين بالعدم أيضا لا يضر إلى أن يجحد صراحة فهناك يضر ويكون كافرا بذلك، وعلى هذا فلا واسطة في البين، وهذا هو الذي يظهر من الروايات الواردة في مقام الفرق والتميز بين الاسلام والايمان، و إليك منها ما يلي.
عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الاسلام و الايمان أهما مختلفان؟ فقال: إن الايمان يشارك الاسلام، والاسلام لا يشارك الايمان، فقلت: فصفهما لي، فقال: الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله والتصديق برسول الله صلى الله عليه وآله، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح و المواريث وعلى ظاهره جماعة الناس، والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام وما ظهر من العمل به، والايمان أرفع من الاسلام بدرجة، إن الايمان يشارك الاسلام في الظاهر والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة. 2