نتائج الأفكار ، الأول - السيد الگلپايگاني - الصفحة ١٥٤
الدلائل الدالة على وجوده أوضح من أن يشك فيها ولا ينكره إلا معاند مباهت.
الثالث: ما قيل المراد بالشاك المقر تارة والجاحد أخرى وأنه كلما أقر فهو مؤمن وكلما جحد فهو كافر.
الرابع: أن المعنى إن الشك إنما يصير سببا للكفر إذا كان مقرونا بالجحود الظاهري وإلا فهو منافق يجرى عليه أحكام الاسلام ظاهرا. 1 وعلى أي حال فلا شبهة في ظهور الروايتين في إناطة الكفر بالجحود و توقفه عليه وعدم البأس بمجرد الشك ما لم يكن مقرونا بالانكار كما أن رواية هاشم البريد المذكورة آنفا أيضا ظاهرة في هذا، فإذا أقر بالشهادتين وشك بعد ذلك فهذا الشك غير ضار أصلا بل واليقين بالعدم أيضا لا يضر إلى أن يجحد صراحة فهناك يضر ويكون كافرا بذلك، وعلى هذا فلا واسطة في البين، وهذا هو الذي يظهر من الروايات الواردة في مقام الفرق والتميز بين الاسلام والايمان، و إليك منها ما يلي.
عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الاسلام و الايمان أهما مختلفان؟ فقال: إن الايمان يشارك الاسلام، والاسلام لا يشارك الايمان، فقلت: فصفهما لي، فقال: الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله والتصديق برسول الله صلى الله عليه وآله، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح و المواريث وعلى ظاهره جماعة الناس، والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام وما ظهر من العمل به، والايمان أرفع من الاسلام بدرجة، إن الايمان يشارك الاسلام في الظاهر والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة. 2

١. مرآة العقول الطبعة القديمة ج ٢ ص ٣٨٩ والطبعة الجديدة ج ١١ ص ١٨٣.
٢. الكافي ج ٢ ص ٢٥. أقول: وفي مروج الذهب للمسعودي ج 4 ص 171 حدثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة ببئر أبي عنان قال: حدثني أبو دعامة قال: أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى عائدا في علته التي كانت وفاته منها في هذه السنة فلما هممت بالانصراف قال لي يا أبا دعامة قد وجب حقك أفلا أحدثك بحديث تسر به؟ قال: فقلت: ما أحوجني إلى ذلك يا ابن رسول الله قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن موسى قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكتب يا علي، قال: فقلت: وما أكتب؟ قال لي: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم الايمان ما وقرته القلوب وصدقته الأعمال، والاسلام ما جرى به اللسان وحلت به المناكحة، قال أبو دعامة: فقلت: يا ابن رسول الله ما أدري والله أيهما أحسن الحديث أم الاسناد؟ فقال: إنها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب باملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نتوارثها صاغرا عن كابر.
ورواه المجلسي قدس سره أيضا عنه في بحار الأنوار طبع بيروت ج 50 ص 208.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المؤلف 3
2 تقريظ سيدنا الأستاذ دام ظله 9
3 من جملة النجاسات الكافر، والاستدلال بالآية 11
4 ما هو المراد من النجس 23
5 نكتة شريفة 30
6 ما هو المراد من المسجد الحرام 32
7 حول معارضة آية الطعام 34
8 الاستدلال بآية الرجس 37
9 الأخبار الدالة على نجاسة الكفار 39
10 اشكال الهمداني والجواب عنه 51
11 الكلام حول الاجماع على النجاسة 55
12 تذنيب البحث 66
13 أدلة القائلين بطهارة أهل الكتاب 69
14 الاستدلال بالكتاب على طهارتهم 70
15 مع صاحب المنار 71
16 الطعام في السنة 73
17 هل الطعام بمعنى الاطعام 79
18 الاخبار التي تمسك بها القائلون بالطهارة 80
19 كلمة حول الرأي المختار 94
20 كلمة من بعض الاجلاء 95
21 الكلام حول نجاسة أولاد الكفار 99
22 الاخبار المعارضة 106
23 الكلام في استصحاب النجاسة 110
24 الكلام في السيرة 114
25 مسألة في أولادهم من السفاح 116
26 كلمة حول التبعية 118
27 مسألة بالنسبة إلى ولد الكافر، المجنون 119
28 بحث في المسبي 123
29 فرعان يكثر الابتلاء بهما 126
30 تنبيه 131
31 كلمة أخرى حول التبعية 132
32 الكلام في حكم اللقيط 134
33 حكم اجزاء الكافر التي لا تحله الحياة 137
34 حول معنى الكفر والاسلام 143
35 كلمة أخرى حول الكفر 150
36 حول انكار الضروري 159
37 كلمة في معيار الضروري 179
38 الكلام في الارتداد واحكام المرتد 181
39 كلمة في ولد المرتد 183
40 كلمة حول المنافقين 185
41 الكلام حول كفر الخوارج والنواصب 189
42 الكلام حول الغلاة 197
43 البحث حول المجسمة 205
44 الكلام حول المجبرة 215
45 الكلام حول المفوضة 221
46 تذنيب يناسب المقام 226
47 الكلام حول المخالفين 229