شأنه أن يكون مسلما ومع ذلك لم يسلم فهو كافر إلا في موارد خاصة خرجت بالدليل كأولاد المسلمين الملحقين يهم أو أن التقابل بينهما تقابل التضاد فالكفر ضد الاسلام مع وجود ثالث لهما كالشاك مثل تضاد السواد والبياض حيث إنه يمكن أن لا يتحقق شئ منهما بل كان شئ آخر كالحمرة مثلا؟
وبعبارة أخرى وبيان أوضح، هل الكفر هو الانكار فلو كان شاكا بلا انكار أصلا لم يكن كافرا؟ أو أن الكفر بمعنى عدم الايمان فبمجرد عدم الاقرار يكون كافرا سواء كان مذعنا بالخلاف بنحو الجهل المركب أو كان شاكا؟
ذهب الفقيه الهمداني رضوان الله عليه إلى أنهما من قبل العدم والملكة فلا يعتبر جحده في الحكم عليه بالكفر عند الشارع بل الشاك أيضا محكوم بالكفر شرعا، والمسلم هو المقر بالشهادتين مع اعتقاده بذلك وإليك عين عبارته:
الكفر لغة هو الجحد والانكار، ضد الايمان فالشاك في الله تعالى أو في وحدانيته أو في رسالة الرسول صلى الله عليه وآله ما لم يجحد شيئا منها لا يكون كافرا ولغة ولكن الظاهر صدقه عليه في عرف الشارع والمتشرعة كما يظهر ذلك بالتدبر في النصوص والفتاوى.
وما يظهر من بعض الروايات من إناطة الكفر بالجحود مثل رواية محمد بن مسلم قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله قال: ما تقول فيمن شك في الله تعالى قال:
كافر يا أبا محمد قال: فشك في رسول الله قال: كافر ثم التفت إلى زرارة فقال: إنما يكفر إذا جحد. وفي رواية أخرى لو أن الناس إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا.
فلا يبعد أن يكون المراد به إن الناس المعروفين بالاسلام المعترفين بالشهادتين الملتزمين بشرائع الاسلام في الظاهر إذا طرأ في قلوبهم الشكوك و