ذكر تفسيرا لقول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: إنما أبواه يهودانه و ينصرانه ويمجسانه أنه يتربى على عادات اليهودية والنصرانية مثلا وينحرف في البيئة المنحطة الملوثة الظالم أهلها فيعتنق العقائد الباطلة كذلك إذا دخل تحت ولاية المسلم فيرث العقائد الحقة وتنفذ الحقائق الإلهية في أعماق روحه وزوايا نفسه وإن كان بحسب الذات مشمولا لقوله تعالى: " والذي خبث لا يخرج إلا نكدا. " 1 إلا أنه ببركة ولاية المسلم عليه وكونه في ظلال الاسلام فهو في معرض الخروج عن هذه القاعدة وصيرورته من الطيبين ومن عباد الله الصالحين.
وإن شئت فقل إن كفر ولد الكافر إما للتبعية التوالدية والتناسلية أو التربوية وفيما نحن فيه تكون تبعية الولادة ثابتة محققة غير قابلة للتغيير والتبديل ولكنه خرج بتبعية المسلم عن التبعية التربوية فلا تصدق الأخيرة نظير المتولد من الكافر حديثا وحينئذ لا يصدق عليه أنه تابع لأبويه الكافرين في التربية وعلى الجملة فالصغير المسبي ليس بكافر وتابعا له لما ذكرناه من الاعتبار فيكون طاهرا لخروجه عن التبعية التربوية:
وهنا بيان آخر وهو أن نقول إن الولادة موجية للنجاسة إلى أوان التمييز و من أوان التميز يحكم عليه بالنجاسة لأجل التبعية فإذا سبي مميزا وكان السابي مسلما فلا يكون نجسا لأن العلة إذا انتفت انتفى المعلول.
وفيه أن هذه الأمور ليست إلا مقربات للمطلب، واستحسانات لتوجيه المقصد، ولا تنهض دليلا لاثبات طهارة ولد الكافر بعد ثبوت نجاسته بالدليل القوي.
ثانيهما: قول النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: الاسلام يعلو ولا