كونها دار الكفر أولا ثم بعد ذلك انتقلت - بالحرب أو الصلح - إلى المسلمين، أو أنها دار الاسلام باعتبار كونها في الحال معسكر الاسلام ومركز تجمع جنود المسلمين وجيوشهم وقواتهم لكن بشرط كون الأطفال معهم كي يحتمل كون هذا اللقيط منهم، فلو لم يصحبوا أطفالهم فلا يحكم على هذا اللقيط بالاسلام، وكذا في كل مورد لم يحتمل كون اللقيط من المسلمين.
وتحقيق البحث إن هنا مقامان:
أحدهما: في الحكم عليه بالطهارة ثانيهما: في الحكم عليه بالاسلام ليترتب عليه جميع أحكامه كوجوب غسله وتكفينه ودفنه وغير ذلك.
أما الثاني: فيدل عليه الغلبة التي هي أمارة عقلائية لم يردع عنها الشارع فإن الغلبة في دار الاسلام للمسلمين ومعهم وإن كان قد يوجد فيها كافر أيضا و حيث إن الغلبة فيها معهم فيحمل الفرد المشكوك فيه على الغالب الكثير، لا على الشاذ النادر، واللقيط - في الفرض - وإن احتمل كونه من الكفار لكنه محكوم عليه بالاسلام بمقتضى الغلبة المذكورة وليعلم أن الأخذ بالغلبة غير مختص بباب الأطفال، بل يجري في الكبير أيضا، كما أنك لو كنت جالسا في ناد من أندية بلدة كبيرة مثل طهران التي قد يوجد فيها المشرك ويأوى إليها الكافر ويقطنها الطوائف المختلفة وكان بجنبك من يأكل ويشرب معك وأنت لا تعرفه فهناك لا ينبغي أن تشك في اسلامه حيث إن الغلبة تقتضي كونه مسلما بل الحاقه فطري طبيعي فربما لا يحتمل خلافه إلا الأذهان المشوشة، واحتمال الخلاف لا يأتي إلا بمنبه خارجي وتوجيه من