قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٣ - الصفحة ٢٧١
بدمائهم وينشأ الويل والرنين في نسائهم، أولئك أوليائي حقاً، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأرفع الآصار والأغلال،«أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ» «1» «2».
وروى الحمويني بأسناده عن أبي نضرة قال: «لما احتضر أبو جعفر محمّد ابن علي عند الوفاة دعا بابنه الصادق ليعهد إليه عهداً، فقال له أخوه زيد بن علي:
لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين عليهما السلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكراً، فقال له: يا أبا الحسين، إن الأمانات ليست بالمثال ولا العهود بالسوم، وانما هي أمور سابقة عن حجج اللَّه تبارك وتعالى.
ثم دعا بجابر بن عبد اللَّه فقال له: يا جابر حدثنا بما عاينت من الصحيفة، فقال له جابر: نعم يا أبا جعفر دخلت على مولاتي فاطمة بنت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لأهنئها بمولد الحسين عليه السّلام فإذا بيدها صحيفة من درّة بيضاء، فقلت: يا سيدة النسوان ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت: فيها أسماء الأئمة من ولدي فقلت لها: ناوليني لأنظر فيها؟ قالت: يا جابر لولا النهي لكنت أفعل، لكنه قد نهى أن يمسها إلّا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى بطنها من ظاهرها.
قال جابر: فقرأت فإذا: أبو القاسم محمّد بن عبداللَّه المصطفى وأمه آمنة، أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف،

(١) سورة البقرة: ١٥٧.
(٢) فرائد السمطين ج ٢ ص ١٣٧ رقم/ ٤٣٢، ورواه الصدوق في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في ج 1 باب/ 28 ص 308 بتصحيح علي أكبر الغفاري، وفي كتاب عيون أخبار الرضا ج 1 الباب السادس ص 42، والشيخ الطوسي في أماليه الجزء الحادي عشر ص 182 مع فرق.
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»
الفهرست