ويكمل الدائرة غشاء المرئ ثم يتألف من غضاريف أعظمها وأصلبها الاعلى تحت الذقن ثم تصغر وتلين تدريجا لأنها تستر بالغضاريف فإذا جاوزت الترقوة صارت كالعروق وتتجزأ هنا أربعة أجزاء وتثبت في لحم رخو متخلخل كالزبد إلى البياض إسفنجي وهذا هو الرئة خلقت للترويح على القلب بالهواء المستنشق من المجرى المذكور وفيها يمسك الهواء عند حبس النفس من نحو تأذ برائحة لان القلب لا يمكنه سكونه فتقوم عنه بذلك وهى إلى الأيمن ليعتدل البدن وتحتها القلب وهو لحم منصوب صنوبري الشكل إلى الصلابة قاعدته إلى أعلى الصدر ورأسه ينتهى إلى الأيسر بنقطة قالوا ويتوكأ على عضو وغضروف وله ثلاث بطون واحد في الأيمن أصله الأوردة كما عرفت وفيها الغذاء من الكبد وبطن أوسط تنضج فيه الأرواح والثالث في الأيسر تنبت منه الشرايين وقد غلف بأغشية للحفظ والوقاية لأنه معدن الغريزية وموضع الأرواح فهذا تحرير. آلات النفس. (وأما المنفذ الثاني) ففيه أعضاء كثيرة أحدها المرئ وهو أول عضو يفضى إليه الطعام والشراب من الفم وهو من غشاء لحمي كما عرفت قد انخرط آخره في فم المعدة بترتيب محم بربط الغشاء وله قوة جاذبة خصوصا وقت الجزع حتى قال في الشفاء إنه يظهر في قصار العنق وهو مما يلي الحنجرة أوسع ثم يضيق تدريجا وإذا فات الترقوة ارتبط بالفقرات موثوقا ثم يميل آخر الصدر إلى اليمين فيوثق بأول المعدة وله طبقات للقوة وفيه أنواع اللفائف من عريض وطويل ومورب كغالب الأعضاء.
(وثانيها) المعدة وهى ثلاثة أجزاء أولها عصباني إلى الصلابة لأنه يلاقى الغذاء صلبا وثانيها أغشية لحمية وآخره لحم وكلها طبقات بينها اللفائف وعليها طبقة الشحم بالثرب وهى في الانسان كقرعة ضيقة الرأس واسعة البطن وضاقت من الأعلى لميلها هناك إلى اليسار فلو عظمت لحصرت القلب واتسعت من أسفل مائلة إلى اليمين ليسهل تصرف الغذاء إلى الكبد ومن ثم يجب عند حلول الهضم الميل إلى الأيمن مساعدة للأعضاء ووثقت بأربطة إلى الصلب لئلا تميل عن الوضع إذا ملئت بالطعام وتحصنت بالثرب من قدام ومقابلة الصلب وبالقلب من اليسار والفوق ومقابلة الكبد فتكون الحرارة فيها وافرة وإلا فسد الهضم وهى حوض البدن كما في الحديث ومنها تجتذب سائر الأعضاء حاجتها قالوا لان المولدات تجتذب غذاءها مما يلي الرأس حتى صرح الصابي بأن النبات إنسان مقلوب والثابت في الأرض منه رأسه وعوضت الطيور عن المعدة الحواصل وكل مسحوب فلا معدة له لا ستطالة جسمه وانكبابه فيمسك الغذاء فيه وداخل المعدة حمل خشن به ينهضم الغذاء ومتى سقطت الشاهية فمن تمسكه بالاخلاط اللزجة (وثالثها) الأمعاء وهى ستة قد انتظم أولها في ثقب أسفل المعدة وكلها من جنس المعدة عصبانية بطبقتين معتضدة بالشحم منتسج فيها أنواع العروق كما مر مربوطة بالصلب أعلاها يسمى الاثني عشرى لأنه طوله اثنا عشر أصبعا بأصبع صاحبه الوسطى وهذا داخل في خرق أسفل المعدة إلى اليسار يسمى البواب يكون منضما إلى أن ينهضم الغذاء وينصرف خالصه إلى الكبد فينفتح هذا حينئذ ويهبط منه الثفل أولا إلى هذه الأمعاء ويمر حتى يخرج إلى البراز هذا وفى كل موضع من ممره ما سبق لك ذكره من العروق يجتذب ولا يجذب ما فيه (وثانيها) معي يقال له الصائم لأنه في غالب الوقت خال عن الطعام (وثالثها) معي يسمى اللفائف الرقيقة قد استدار بعضها على بعض والسر في إيجادها كذلك قالوا ليطول مكث الغذاء وإلا لاحتاج الشخص كل ساعة إلى الاكل وكان يخرج الطعام بلا هضم كما هو الواقع لعادمها مثل الذئب وفى هذا الكلام قصور لان المطلوب بالذات من الغذاء ذهب به من غير هذا الطريق (ورابعها) معي يسمى قولون مائل أولا إلى اليمين ثم إلى اليسار وهو أغلظ مما فوقه وفيه تتولد السدد الموجبة