تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨٠
الغريزية وهذا تعليل لا نتساجها كذلك لا لايجادها وخارجها طبقة ثالثة تسمى الشبكية لا نتساجها كالشبكة ولم تلتحم لئلا تمنع الوارد وخارج هذه الطبقة رطوبة تسمى الجليدية بيضاء صافية شفافة تحيط بها الطبقة المذكورة للتحصين وفيها ينتهى الزوج المتقاطع السابق ذكره ويستدير لحفظ الروح الباصرة وفى هذه الرطوبة أدنى فرطحة لولاها لم تدرك المبصرات الاعلى نقطة وخارجها كنسج العنكبوت تخلق من فاضل الغشاء لئلا يمنع الابصار وقدام هذه رطوبة تسمى البيضة هي الفضلة من غذاء الجليدية على نحو نصف دائرة لئلا تمنع وتوسطت العنكبوتية هنا لئلا تتكدر الجليدية بهذه الفضلة وخارج البيضة طبقة سوداء كثيفة تسمى العنبية مثلها كالرصاص المجعول في ظهر المرآة يحجب البصر لولاها لتبردت الباصرة وثبتت لئلا تمنع ولها من داخلها حمل يحبس البيضة قالوا ولأجل أن يميل الماء النازل عن القدح ورده الملطي وهو الحق لعدم الحاجة إلى ذلك وهذه البطقة ملساء من خارج كأنه حبة العنب لدفع الآفات وخارجها طبقة صلبة رقيقة لها أربع قشور ولذلك سميت القرنية وخلقت كذلك لان أمراض العين تتعلق بها فربما ذهب منها أجزاء فلو كانت جزءا واحدا لفسدت العين في زمن يسير وخارجها الملتحمة هي بياض دسم لا يتلون إلا وقت المرض وهذه تجمع الطبقات وتحفظها والرمد الساذج يخص هذه فهذه جملة أجزاء المقلة وفيهاخلاف بعدد الطبقات فان من الناس من يجعل العين طبقة واحدة ومنهم من يجعلها اثنتين وهكذا والصحيح أنها سبع كماذكرنا لما تقرر من منافعها الداعية إلى الجمع فإنها متراكمة بعضها خارج عن بعض كالدائرة الناقصة يسيرا وكثلثها وأقل إلى أن تنتهى وقول للشيخ إنها كقوس قزح إشارة مجردة إلى أنها غير كاملة الدوائر وإلا لا متنع البصر. وأما فائدة الرطوبات فالأولى للانتقاش والثانية للاصلاح وأما الثالثة فلكونها حاجزة بين العنبية والطبقة العنكبوتية لما سلف من التدريج. وأما الأجفان فللوقاية وإخراج الفضلات كذا قالوه والصحيح العنكبوتية ؟؟ كلا منهما للوقاية والأعلى خاصة لدفع البخار لأنه المتحرك وحده نعم ما تحرك فيه الجفن السافل كالتمساح يأتي الكلام عليه وكل جفن له طبقتان جليدية وغضرو فيه ينبت الهدب حيث يلتقيان وبينهما الفصل وكل ذلك للوقاية.
* (فرع) * إدراك المبصرات هو أن يخرج الشعاع على خط مستقيم طرفه على المبصر والآخر على الجليدية أو ينطبع المرئي بينهما كالمرآة قال المعلم وأتباعه بالأول وإلا لم يبصر الجبل العظيم لاستحالة انتقاشه في هذا الجرم وإنما يتهيأ الهواء بالباصرة بقدر المبصرات وقال جالينوس بالثاني ودفع لزوم اللازم بما تقدم من ذكر ما تحصنت به الجليدية وهذا غير مقبول لان الانتقاش يجب أن يكون في نفس الجليدية إذا لعنبية كما علمت لمجرد منع الخرق فلا تصلح لما ذكر على أن عندي في قول المعلم نظر الانى أقول إذا كان النظر خروج الشعاع على الوجه المذكور فلا بد وأن خروجه إما على الخط المذكور فيلزم أن لا يرى من الواقع عليه البصر أكثر من نقطة أو منبسطا فيلزم أن يكون الشعاع الخارج من المقلة بقدر المرئي وليس كذلك لما ذكر وأيضا على التقديرين يجب أن يكون الشعاع أكثف من الهواء خصوصا في البعد ليثبت به زمنا تتراءى فيه الأشباح ولا قائل بتساويهما فضلا عن كونه أكثف وإذا ثبت أن الشعاع ألطف وجب أن يمزقه الهواء قبل حصول الغرض وبالجملة فلم يثبت عندي حقيقة هذا البحث.
* (فائدة) * عين ذوات الأربع بلا شبكية ولا عنكبوتية فهي خمس إلا ذوات الاخفاف كالجمل فإنها من ملتحم تغلبت عليه الحمرة وقرنية وعظمية خاصة. وأما الأسد فإنه كالانسان وذوات
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197