التكرار، فنقول: قد عرفت أن آخر الفقرات العصعص فاعلم أن هناك قد أوجد الحكيم الأقدس عظما رقيقا لطيفا استدار من العصعص حتى قابل الكلى في المسامتة ويسمى عظم الخاصرة وخلق داخله عظما أصلب منه قد مد إلى الخاصرتين مقعر الخارج يسمى عظم العانة قد وصل الوركين التصاقا وفى عظم الخاصرة نقرة مهندمة قد دخل فيها عظم الفخذ ملحوقا بزائدة عند جالينوس أنها منه ورده الشيخ وادعى أن الورك أربعة أقسام الخاصرة والحق والعانة والزائدة والصحيح كلام جالينوس وعظم الفخذ كالعضد وأعلاه كالداخل في أعلى الكتف وهو أعظم عظام البدن لحمله ما فوقه ونقله الساق محدب إلى الظاهر مع ميل إلى الداخل للجلوس والميل والتحرك والانطباق ورأس الآخر يسمى الركبة وهى في التركيب كالمرفق لكن تخالفه في أن الداخل من الفخذ هنا في زائدتين من القصبة الواحدة فقط فلذلك عضده بمستديرة مهندمة تسمى عين الركبة والرصيعة والفلكة لولاها لخرج من المدو الصعود، والساقان كالزندين لكن القصبة الصغرى المعروفة بالوحشية ليست من فوق واصلة إلى الركبة وكأنه ليخف الساق ويقوى على الحركة والحكيم أدرى. وأما من تحت فقد التقى رأس القصبتين بنقرة أركز فيها الرسغ كما في الكف وآخر القدم العقب فالزورقى قد دق وسدس فالكعب في وسط الرسغ فالمشط وهو هنا خمسة التصاق الابهام على سمت الباقي للتمكين عليه والصعود ونحوهما فهذه جملة العظام وهيئة تكوينها [القول في الغضاريف] هي أجسام ألين من العظام وأيبس من الباقي خلقت لتفصل بين الأجسام الصلبة لئلا تتصدع عند المحاكة كالتي بين النقر ولتطاوع عند الحاجة إلى نحو القصر كالتي في رؤوس الأضلاع ولئلا تزول عند المضايقة كقصبة الحنجرة فإنها عند لقمة كبيرة ربما ضايقها المرئ فخرجت يسيرا ولو كانت عظاما لم تطاوع وتستر الفضلات وتطاوع عند إخراجه كغضاريف الانف وهى ثلاثة أصلها الداخل المتوسط ومن الغضاريف ما هو لحفظ الهواء واتصاله تدريجا وهو غضروف الاذن وقد اتسع خارجه ليمتلئ بالهواء ويؤديه مكيفا ومن ثم إذا أدار الشخص يده عليه زاد سمعه لا نحصار الهواء، والقص من الغضاريف إجماعا وليس جفن العين منها خلافا لكثيرين وإنما يشأ كلها [القول في بعض الأعضاء المنوية] فمنها الأربطة أجسام دون الغضاريف تمتد من أطراف العظام لربط بعضها ببعض فتعظم بقطع العضو وكثرة فعله وحركته وما يحتاج إليه من وقاية وتصغر بحسب ذلك وتليها الأوتار وهى الثوابت من العضلات للتحريك والربط والتوثيق وتختلف باختلاف العضل ومنها الغشاء وهو جلد رقيق منتسج من العصبانية له الحس والوقاية والستر ويوجد فوق العظام وتحتها وعلى كل عضو عديم الحس في نفسه و؟؟ الحجب والدماغ وما يحيط بنحو هذه الأعضاء فملء الأنثيين عن دخول الماء بين هذه الأغشية وجوف الكيس والبيضة. وحاصل الامر أن أصل وجود الأغشية ما ذكرناه وأكبر ما فيها المحيط بالعظام كل غشاء بقدر عضوه وأصلبها ما جاوز العظم وألينها المجاور للدماغ فهذه بسائط المنوية التي يقل عليها الكلام، وأما العضل والعصب والأوردة والشرايين فمنوية لكن الكلام عليها يحتاج إلى تطويل وسنفصله.
* (تنبيه) * للحكماء في ضابط الأعضاء المنوية شرطان: أحدهما أن تكون بيضاء والثاني أن يكون العضو إذا زال لم يعد ثم صرح جالينوس بأن المراد بالمنوية ما خلقت من المنى وصحبت الولادة ثم قال في محل آخر إن الأسنان منوية والشعر ليس من الأعضاء المنوية وفى هذا الكلام مناقضة عجيبة إذ الأسنان على الشرطين منوية والشعر كذلك على الثاني دون الأول فإن كان أحد الشرطين كافيا فيما ذكره قويت المناقضة وإلا ضعفت ثم على رأى جالينوس يلزم أن يكون الشعر منها دون