تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨١
الأظلاف من طبقتين ملتحمة وقرنية. وأما الطيور فطبقة واحدة رقيقة صلبة تحيط بالجليدية ولا رطوبة غيرها إلا للخطاف فلا طبقة له أصلا وإنما عيناه جليدية بينهما السمحاق وإذا قلعت نبت غيرها بعد أسبوع. وأما المخرزات فجميع أعينها رطبة شفافة إلا الخلد فعينه كاملة التركيب لكن لعدم الدماغ امتلا الغشاء فالتحم عليها. وأما الحية فعينها كقطعة زجاج لينة مستديرة ومن ثم لم تبصر الأشياء إلا على نقطة ومن الحيوان ما عوض عن العين آلات كقطع المرآة في رأسه يستشف بها من الأعلى مثل يرنقون وأما وضع الأحداق فقد يرتفع عن الوسط لنقص جزء كما في الوعل فلا يبصر منكسا ومنها ما ذهبت رطوبته البيضية فعجزت الجليدية عن مقاومة الأضواء القوية مثل الخفاش والبوم فصار يبصر في الظلام خاصة ومنها ما هو على العكس كالحمار والفرس والأعشى من قبيل الثاني ولكن ضعفا لاعدما وإلا استحال علاجه.
[القول في حاسة الشم] قد تقدم أن الخارج منه ثلاثة غضاريف ومر ذكر العظم الداخل فينبغي أن تعلم أن الغضاريف المذكورة تماس العظم بين الحاجبين بنقطة وأن في العظم ثقبا ملويا ينفذ إلى الدماغ وفى جانبيه ثقبان ينتهيان إلى الحنجرة كتركيب المزمار وأعلاهما يتخلص إلى العين منه يحس طعم الكحل في الغلصمة وفائدة هذا دفع الفضلات وفائدة الأصل تأدية الهواء عند انطباق الفم وقوة الحس فيهما من الدماغ بزائدتين كحلمتى الثدي.
* (تنبيه وتحقيق) * اختلفوا في إيصال الرائحة هل هي بتكيف الهواء أو بتحليل أجزاء من المشموم فيه فقال المعلم والشيخ والصابي بالأول لان المشموم ذو رائحة فكلما كان كذلك فهو حار لطيف يقلب الهواء عند انطباق الفم ولان المشموم لو تحللت منه أجزاء لنقص وفنى. وقال جالينوس والمعلم الثاني وأبو الريحان بالثاني لان الهواء لا يتكيف بمجرد الأشياء إذا لا قته لكن بالتحليل والتزموا النقص وادعوا أن وقوعه محسوس وعندي أن الحق التفصيل وهو أن المشموم إذا كان متخلخلا كالكافور والمسك وكان الهواء حارا حلل أجزاء، لو قوع النقص وقوة الرائحة في الحر وإن كان كثيفا أو كان لدنا كالعنبر كان الوصول بمجرد التكييف وإن كان صلبا لم يكيف ولم يتحلل ومن ثم احتجنا في مثل العود إلى تحليله بالحرق حتى يكيف الهواء فتأمله فإنه موضع دقة.
* (فوائد: الأولى) * أجود آلات الشم ما طال ودق ولذلك كانت السلوقية من الكلاب أعظم من سائر الحيوانات إدراكا للمشموم (الثانية) أن الحيوانات تختلف في هذه الآلة كثيرا فذوات الأربع غير الكلاب لم يخلق لها وصلة بالغضاريف بل كلها لحم والطيور ليس لها أنف وإنما فوق المناسر خرق للهواء. وأما الظبية السندية فإنها تشم بقرونها والمخرزات لا شامة لها إلا النملة خاصة لان قوتها عظيمة لأنها فقدت السمع فعوضت عنه الشم (الثالثة) أنها إنما تعدد موضع القوة لأجل الآفة فإذا خصت بآفة نابت عنها الأخرى وكذا بواقي الحواس.
[القول في آلة السمع] وأجزاؤها البسيطة غضروف وعصب ولحم وقد مرت. وأما صفة تركيبها فقد استدار الغضروف كالسكرجة لما عرفت من تدريج الهواء ولأنه كالجفن للعين وهو يستدير بتعريج حتى يمس الفرجة لحم قد فرش على العظم الأعور بتقعير تقاطعت عليه الأعصاب والأعور هو العظم الحجري المثقوب بتعويج ينتهى إلى الدماغ قيل وإلى القلب، وكيفية الاسماع أن الثقب المذكور مملوء بالهواء الواقف لاستحالة الخلاء فإذا تكيف الهواء الخارج بصوت أو حرف دخل فقرع الواقف فحصل السمع بالانضغاط بين قارع ومقروع كذا قرر من غير خلاف ولكني
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197