تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨٢
أقول إذا تكيف الهواء متشكلا بالحروف إما أن لا يفارق إذا بعدت المسافة فيكون أكثف من الماء لبقاء الرسوم فيه بعد انقطاع الأصوات بخلاف الماء أو يفارق فيلزم أن لا تسمع بالهواء إلا إذا قرب من الغضروف جدا وكلا اللازمين باطل للاجماع والحس فيشكل ما قالوه وأيضا إذا كان الاسماع بالتكيف المذكور فيلزم محو أشكال الحروف من الهواء الداخل في جدار محكم الصنعة وليس كذلك. وأجاب في الملخص عن هذا بأن الجدار لا يحول رسم الهواء للطفه وتخلخل الجدار وهذا الرد مردود بالسماع من حائل لا خلخلة فيه كالشمع والذهب وحاصله أن في هذا البحث إشكالا لم أقف على تحقيقه أصلا.
* (تنبيه) * كل خيوان يبيض لم تبرز أذناه وكل ما يلد بالعكس والمخرزات غالبها مفقود السمع كالعقرب والحية وأشدها سمعا الخلد.
[القول في آلة الذوق] وهى اللسان والرطوبة واللسان لحم رخو متخلخل بين بياض وحمرة حالة الصحة وطرفه الخارج بمفصلين: طرف التصق بالأعصاب والعضل، وآخر عرضي ينطوى تحته عروق مشيمية وغدد إسفنجية إلى البياض يستحيل فيه الدم لعابا ويجرى من عروق تسمى السواكب إلى جرم اللسان فيخالط المذوقات فيحصل الاحساس إما لتخلخل الأجسام أو تكيف الرطوبة بالطعوم على الخلاف السابق في الشم وخلقت تفهة لتباين الطعوم فتعرفها وقد علمت كيفية الأعصاب.
* (فوائد: الأولى) * كلما دق اللسان ورق غشاؤه وحسنت استدارته وطال كان أفصح وإذا عرض كان أثقل (الثانية) أصل اللسان متصل بالقصبة فمنه إلى آخر الفم مواضع الحروف وقد قالوا إن الحروف معه قسمان إما هوائية يستغنى في النطق بها عن اللسان وحده وهى الألف والواو والياء أو جرمية وهذه ثلاثة أقسام إما منطق بأصل اللسان الداخل والحلق كالكاف والقاف أو بواسطة كالجيم والشين أو آخره كالبواقي غير الشفوية أو يتعلق بمجرد الشفة وهى ثلاثة الفاء والباء والميم وعلى كل حال فالحروف لابد لها من إحياز الفم والصحيح أن كل حرف له مخرج فإذا تغير النطق بحرف منها نظرنا في محله من المفصل والأعصاب فأصلحناه وذلك لان التغير قد يكون لفرط الرطوبة كمن يعسر عليه النطق بالراء والسين فيجعل الأولى غينا والثانية شينا وهذا بفرط الرطوبة قطعا ومن ثم يزول بزوال الصغر وقلة الرطوبة وموضع الحرفين المذكورين شعب العصب الآتي من مقدم الدماغ وقد عرفت أنه لين جدا فعلى هذا تقاس البواقي كلها ولأهل علم الحروف بها عناية شديدة في استخراج طبائعها وخواصها لا يحتمل بسطه هذا المحل (الثالثة) كل ما قارب لسانه في الوضع لسان الانسان أمكن نقطه بالحروف كالببغاء والغراب (الرابعة) أن من الحيوان ما قلب لسانه فجعل العريض إلى الخارج كالفيل ولولا ذلك لنطق بالحروف (الخامسة) أن اللسان إذا جف سقط الذوق ولو ثبت من غير تحرك لعسر الازدراد وتعذر وعليه يمتنع الغذاء أو يفسد البدن فإذا هو معظم الآلات (السادسة) أن غالب المخرزات خصوصا ذوات السموم فرق لسانها بقسمين لفرط اليبس وذلك لعفن أبدانها لعدم ذوقها وتمييزها.
[القول في آلات اللمس] هو عبارة عن الاحساس من الجسم حال ملاقاته بما فيه من كيفية وكمية وهذا بإفاضة الحس من الأعصاب السابقة على سائر البدن ولكنه في اليدين أكثر فلذلك كاد عرف العامة أن يخصه بهما ومدركاته أكثر المدركات فالمدرك بالبصر ليس إلا الألوان والضوء في الشفق والشعاع فرع الثاني على الأصح وبالشم نوع الرائحة وبالسمع الحرف
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197