تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨٧
الضوء مع الجليدية فيتفرق ويلزمه مثل ما يرى الرائي في المرآة التي لا رصاص فيها (أو الكيف) فإن كان في اللون لزم أن يرى من جنس الغالب كالأشياء الصفر إذا غلبت الصفراء وهكذا (أو القيام) فان لطفت صح الابصار في القرب خاصة أو غلظت كلها فهذا هو الماء عند فولس وغالب أهل الصناعة لما سبق من أنها غذاء للروح والصحيح أن الماء غير هذا لما سيأتي أو غلظ بعض أجزائها فإن كانت متفرقة لم يضر خصوصا إن رقت أو متصلة فإن كانت حول الثقب منعت رؤية الأشياء المتعددة دفعة واحدة أو في وسطه خيلت نحو الكوات والطيقان (أو بالقرنية) ضر مطلقا غلظ أو خف أو فرق (أولا بالاجفان) فكذلك لأنه إما أن يقلص فيفسد بالبرد أو الحر أو يرخى فيمنع البصر أو يغلظ فكذلك وقد مر وسيأتى في مباحث الأمراض (أو السامعة) فبطلانها الصمم ونقصها الطرش وتشويشها فساد السمع، وتكون الآفة في ذلك إما من قبل منبت العصب وهو البطن الأول، فإن كان من جهة الرطوبة فسيلان الاذن أو البرودة فالوجع القليل والثقل أو الحرارة واليبس فالنخس والتشنج أو العصب وحده فالسدة والطنين أو الثقب فالدوى والثقل، فإن كان عن رطوبة فالقروح والديدان وإلا فمجرد الثقل أو الصدفة فنحو القروح والحكة إن استحال مزاجها إلى خلط لذاع وإلا فالتقلص والضيق إن جف وإلا العكس (أو الشامة) فبطلانها الخشم ونقصانها ضعف الادراك وتشويشها اختلافه، وكل إما من قبل الرأس عن برد أو رطوبة أو حر فالزكام أو يبس فعدم تمييز الرائحة بعدم تكييف الهواء أو عن عفونة فعدم إدراك الطيوب خاصة أو عظم المصفاة فعدم استلذاذ الهواء أو مجرد الانف فنحو البواسير والشقوق (أو الذائقة) فبطلانها وما بعده كذلك يكون إما عن فساد الدماغ أو انصباب الخلط أو نقص الذوق حال الوقوف والقعود ورجوعه حالة الاستلقاء أو عن العصب المنبث في اللامسة وهو أنواع النوازل كالماشرة والبادشام وعن جرم اللسان نفسه وهو أمراض الخاصة، فإن كان عن الرطوبة فالثقل والدلاعة أو اليبس فالتشنج وعسر البلع (أو اللامسة) فبطلانها الاسترخاء ونقصها الخدر وتشويشها التألم عند الملاقاة وكيف كانت فالآفة الموجبة لما ذكر إن صدرت من قبل الدماغ اللازم تغير حس جميع البدن لما عرفت من أنه أصل جميع الأعصاب وإلا فلكل حكمه فان الآفة إن كانت حيث ينقسم النخاع كان المتغير حس ما يلي العنق خاصة وهكذا، والكلام في أعصاب الحركة كالكلام في أعصاب الحس ولا خلاف في أن الآفة الموجبة للضرر المذكور تكون إما من داخل لفساد الاخلاط أو من خارج لملاقاة المضاد.
* (فرع) * قال الفاضل الملطي أقوى الحواس إدراكا اللمس لكثافة الأعصاب فيبقى الادراك زمنا قال وأضعفها البصر ثم الشم ثم السمع ثم الذوق وفى هذا الكلام نظر لان تعليله بالكثافة يوجب الضعف قطعا فينعكس ما قاله والذي يتجه عندي أن أقوى الحواس إدراكا الذوق لان الرطوبة تنشره وما يؤدى منه متعلق بالباطن والظاهر وأسرعها إدراكا البصر، وكأنه اشتبه عليه السرعة بالضعف ويلي الذوق في الزمن السمع لتردد الهواء في تعاريج الثقبة خصوصا إن اتسع الغضروف فانا نشاهد أن الشخص كلما حلق بيده على أذنه اشتد سمعه لكثرة ما ينحصر من الهواء ومثل البصر في السرعة الشم هذا هو التحقيق فيها وقد مضى القول في التكيف في التشريح فهذا ما يتعلق بالظاهرة (وأما الباطنة) فبطلانها أصلا هو السكتة ونقصها الصرع وتشويشها الاخلاط من داخل وماله كيفية كالخمر والبنج ونحو الضربة وحجامة النقرة من خارج. وقد مثلث الحكماء قوة العقل في صفائها وتكدرها لقبول انطباع صورة هذه المعقولات بالمرآة في انطباع المحسوسات وليس بينهما إلا عموم
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197