الضوء مع الجليدية فيتفرق ويلزمه مثل ما يرى الرائي في المرآة التي لا رصاص فيها (أو الكيف) فإن كان في اللون لزم أن يرى من جنس الغالب كالأشياء الصفر إذا غلبت الصفراء وهكذا (أو القيام) فان لطفت صح الابصار في القرب خاصة أو غلظت كلها فهذا هو الماء عند فولس وغالب أهل الصناعة لما سبق من أنها غذاء للروح والصحيح أن الماء غير هذا لما سيأتي أو غلظ بعض أجزائها فإن كانت متفرقة لم يضر خصوصا إن رقت أو متصلة فإن كانت حول الثقب منعت رؤية الأشياء المتعددة دفعة واحدة أو في وسطه خيلت نحو الكوات والطيقان (أو بالقرنية) ضر مطلقا غلظ أو خف أو فرق (أولا بالاجفان) فكذلك لأنه إما أن يقلص فيفسد بالبرد أو الحر أو يرخى فيمنع البصر أو يغلظ فكذلك وقد مر وسيأتى في مباحث الأمراض (أو السامعة) فبطلانها الصمم ونقصها الطرش وتشويشها فساد السمع، وتكون الآفة في ذلك إما من قبل منبت العصب وهو البطن الأول، فإن كان من جهة الرطوبة فسيلان الاذن أو البرودة فالوجع القليل والثقل أو الحرارة واليبس فالنخس والتشنج أو العصب وحده فالسدة والطنين أو الثقب فالدوى والثقل، فإن كان عن رطوبة فالقروح والديدان وإلا فمجرد الثقل أو الصدفة فنحو القروح والحكة إن استحال مزاجها إلى خلط لذاع وإلا فالتقلص والضيق إن جف وإلا العكس (أو الشامة) فبطلانها الخشم ونقصانها ضعف الادراك وتشويشها اختلافه، وكل إما من قبل الرأس عن برد أو رطوبة أو حر فالزكام أو يبس فعدم تمييز الرائحة بعدم تكييف الهواء أو عن عفونة فعدم إدراك الطيوب خاصة أو عظم المصفاة فعدم استلذاذ الهواء أو مجرد الانف فنحو البواسير والشقوق (أو الذائقة) فبطلانها وما بعده كذلك يكون إما عن فساد الدماغ أو انصباب الخلط أو نقص الذوق حال الوقوف والقعود ورجوعه حالة الاستلقاء أو عن العصب المنبث في اللامسة وهو أنواع النوازل كالماشرة والبادشام وعن جرم اللسان نفسه وهو أمراض الخاصة، فإن كان عن الرطوبة فالثقل والدلاعة أو اليبس فالتشنج وعسر البلع (أو اللامسة) فبطلانها الاسترخاء ونقصها الخدر وتشويشها التألم عند الملاقاة وكيف كانت فالآفة الموجبة لما ذكر إن صدرت من قبل الدماغ اللازم تغير حس جميع البدن لما عرفت من أنه أصل جميع الأعصاب وإلا فلكل حكمه فان الآفة إن كانت حيث ينقسم النخاع كان المتغير حس ما يلي العنق خاصة وهكذا، والكلام في أعصاب الحركة كالكلام في أعصاب الحس ولا خلاف في أن الآفة الموجبة للضرر المذكور تكون إما من داخل لفساد الاخلاط أو من خارج لملاقاة المضاد.
* (فرع) * قال الفاضل الملطي أقوى الحواس إدراكا اللمس لكثافة الأعصاب فيبقى الادراك زمنا قال وأضعفها البصر ثم الشم ثم السمع ثم الذوق وفى هذا الكلام نظر لان تعليله بالكثافة يوجب الضعف قطعا فينعكس ما قاله والذي يتجه عندي أن أقوى الحواس إدراكا الذوق لان الرطوبة تنشره وما يؤدى منه متعلق بالباطن والظاهر وأسرعها إدراكا البصر، وكأنه اشتبه عليه السرعة بالضعف ويلي الذوق في الزمن السمع لتردد الهواء في تعاريج الثقبة خصوصا إن اتسع الغضروف فانا نشاهد أن الشخص كلما حلق بيده على أذنه اشتد سمعه لكثرة ما ينحصر من الهواء ومثل البصر في السرعة الشم هذا هو التحقيق فيها وقد مضى القول في التكيف في التشريح فهذا ما يتعلق بالظاهرة (وأما الباطنة) فبطلانها أصلا هو السكتة ونقصها الصرع وتشويشها الاخلاط من داخل وماله كيفية كالخمر والبنج ونحو الضربة وحجامة النقرة من خارج. وقد مثلث الحكماء قوة العقل في صفائها وتكدرها لقبول انطباع صورة هذه المعقولات بالمرآة في انطباع المحسوسات وليس بينهما إلا عموم