تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٧٩
الأنثيين ثم يمتد في الرجل حتى يفنى منه في القدم والأصابع انتهى تشريح الأعضاء البسيطة.
فلنتكلم في المركبات والمراد بها هنا كل عضو له اسم مخصوص وهو أكثر من جزء واحد ولنرتبها ترتيب الاعلى فالأعلى * (القول في الدماغ) * وهو مثلث ساقاه مما يلي المؤخر قد تكون من لحم متخلخل لنفوذ الأبخرة أبيض لغلبة البرد دسم لئلا يفسد الأعصاب قد انتسجت فيه أنواع العروق الثلاثة كما عرفت وخص بغشاءين أصلبهما يماس الرأس فالقحف بحيث يخالط دروزه والثاني تحته ويعرف بأم الدماغ قد لان ولطف للمناسبة وهو لا يماس الدماغ ولكن قد يرتفع إليه عند عطسة قوية ونحوها كذا في الشفاء وقسم طولا ثلاثة أقسام تسمى البطون أوسعها وألينها (المقدم) لكون أكثر عصبات الحس منه وحده من الجبهة إلى الدروز وفيه فم ينفتح لا نصباب الدم يقال له المعصرة (والبطن الأوسط) بعده بين الاذنين وتسمى الدهليز والأزج وفى جانبيه طي تدوير من الأغشية وتعتمده العروق لان اللحم رخو كأنه الشحم وفوق هذا الطى دورتان من مجموع العرق يستدان وقت القعود وينفتحان في الاستلقاء فتجرى الأرواح ويقوى الفكر (والبطن المؤخر) وهو الثالث أصلبها وأضيقها ومصبه النخاع إلى الفقرات كما عرفت وهذه البطون تنقسم في طولها أيضا بقسمين يحاذى كل واحد منهما عينا وأذنا ومنخرا وفضلاتها تتوزع من هذه المنافذ كما سبق، لكن غالب فضلات الوسط تسقط من المصفاة النافذة إلى الانف والحلق من العظم المثلث كما مر والدماغ ملازم لتمام الحواس وشكله كالرأس والخلاف السابق يأتي فيه. قال المعلم وهذا الجوهر إذا نقص كان نقصه بسبب الحاسة وليست العلة إيجاده ثبوت الحواس لان كثيرا من الحيوانات أفواهها في صدورها، ومنها عادم السمع كالعقرب والبصر كالنمل وبروز الآذان كالطيور فبقى أن فائدة الدماغ لوضع العين فيه لان الواجب وضع البصر في أحرز الأمكنة المرتفعة كذا قالوه وعندي أن هذا التعليل غير ناهض لان حيوانات الماء غالبها عادم الدماغ ولها بصر في زائدتين على الكتف وكذا نرد قوله بتطريق لو كان المراد الاحرز والأرفع لكفى الرأس دون الدماغ كما في السرطان والذي أقوله إن الصانع جل اسمه أراد إظهار ما دق من الحكمة في هذا التركيب وقد خلق القلب شديد الحرارة فأراد التعديل فأوبه الدماغ باردا رطبا وجعله مسامتا لنقطة القلب في المقابلة ليحصل التعديل ومن ثم إذا فقد أحدهما خرج التركيب ألا ترى أن الحية حين خلقت بلا قلب صعدت الحرارة إلى رأسها فاحترقت واستحالت سما في الفرد الرخو وبعض السمك لما عدم الدماغ اعتاض عنه الماء ولذلك يموت إذا فارقه، ولما؟؟ قامة الانسان مست الحاجة إلى هذا التعديل بزيادة دون غيره ولو كان الحق ما ذكروه لكان يجب أن تكون العين في ذوات الأربع في وسط الرأس لأنه أرفع من الجانبين وهذا القائل لم يمارس غير تشريح الانسان فلذلك لم يهتد إلى دقائق الحكمة، ومن أراد تفصيل سائر الحيوانات فليراجع ما ذكر في حرف الباء [القول في تشريح العين] هي العضو والحساس الآلى المخلوق لادراك المبصرات عند المقابلة حيث لا مانع وهى ثلاثة أجزاء: المقلة وهى الجزء المقصود بالذات واللحم المحيط بها والأجفان، وأما الشعر الذي في الجفن فليس من العين وإنما عضد الجفن دقة وعناية حتى قال المعلم إن هذا الهدب يوجب الايمان الغيبي بالمبدع الأول فالمقلة أولها مما يلي الرأس طبقة تسمى العظمية والصلبة وهى طبقة مدت من طرفي الغشاء الصلب تحت الحجاب مستديرة واسطة بين العظم وما بعده من الاجزاء اللينة ليكون التركيب تدريجا، ثم رق هذا الغشاء حتى انتسجت منه طبقة تسمى المشيمة دون الأولى في اللين لما ذكر من صحه التركيب وقال الملطي ليتأدى منه الغذاء أو الحرارة
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197