الأنثيين ثم يمتد في الرجل حتى يفنى منه في القدم والأصابع انتهى تشريح الأعضاء البسيطة.
فلنتكلم في المركبات والمراد بها هنا كل عضو له اسم مخصوص وهو أكثر من جزء واحد ولنرتبها ترتيب الاعلى فالأعلى * (القول في الدماغ) * وهو مثلث ساقاه مما يلي المؤخر قد تكون من لحم متخلخل لنفوذ الأبخرة أبيض لغلبة البرد دسم لئلا يفسد الأعصاب قد انتسجت فيه أنواع العروق الثلاثة كما عرفت وخص بغشاءين أصلبهما يماس الرأس فالقحف بحيث يخالط دروزه والثاني تحته ويعرف بأم الدماغ قد لان ولطف للمناسبة وهو لا يماس الدماغ ولكن قد يرتفع إليه عند عطسة قوية ونحوها كذا في الشفاء وقسم طولا ثلاثة أقسام تسمى البطون أوسعها وألينها (المقدم) لكون أكثر عصبات الحس منه وحده من الجبهة إلى الدروز وفيه فم ينفتح لا نصباب الدم يقال له المعصرة (والبطن الأوسط) بعده بين الاذنين وتسمى الدهليز والأزج وفى جانبيه طي تدوير من الأغشية وتعتمده العروق لان اللحم رخو كأنه الشحم وفوق هذا الطى دورتان من مجموع العرق يستدان وقت القعود وينفتحان في الاستلقاء فتجرى الأرواح ويقوى الفكر (والبطن المؤخر) وهو الثالث أصلبها وأضيقها ومصبه النخاع إلى الفقرات كما عرفت وهذه البطون تنقسم في طولها أيضا بقسمين يحاذى كل واحد منهما عينا وأذنا ومنخرا وفضلاتها تتوزع من هذه المنافذ كما سبق، لكن غالب فضلات الوسط تسقط من المصفاة النافذة إلى الانف والحلق من العظم المثلث كما مر والدماغ ملازم لتمام الحواس وشكله كالرأس والخلاف السابق يأتي فيه. قال المعلم وهذا الجوهر إذا نقص كان نقصه بسبب الحاسة وليست العلة إيجاده ثبوت الحواس لان كثيرا من الحيوانات أفواهها في صدورها، ومنها عادم السمع كالعقرب والبصر كالنمل وبروز الآذان كالطيور فبقى أن فائدة الدماغ لوضع العين فيه لان الواجب وضع البصر في أحرز الأمكنة المرتفعة كذا قالوه وعندي أن هذا التعليل غير ناهض لان حيوانات الماء غالبها عادم الدماغ ولها بصر في زائدتين على الكتف وكذا نرد قوله بتطريق لو كان المراد الاحرز والأرفع لكفى الرأس دون الدماغ كما في السرطان والذي أقوله إن الصانع جل اسمه أراد إظهار ما دق من الحكمة في هذا التركيب وقد خلق القلب شديد الحرارة فأراد التعديل فأوبه الدماغ باردا رطبا وجعله مسامتا لنقطة القلب في المقابلة ليحصل التعديل ومن ثم إذا فقد أحدهما خرج التركيب ألا ترى أن الحية حين خلقت بلا قلب صعدت الحرارة إلى رأسها فاحترقت واستحالت سما في الفرد الرخو وبعض السمك لما عدم الدماغ اعتاض عنه الماء ولذلك يموت إذا فارقه، ولما؟؟ قامة الانسان مست الحاجة إلى هذا التعديل بزيادة دون غيره ولو كان الحق ما ذكروه لكان يجب أن تكون العين في ذوات الأربع في وسط الرأس لأنه أرفع من الجانبين وهذا القائل لم يمارس غير تشريح الانسان فلذلك لم يهتد إلى دقائق الحكمة، ومن أراد تفصيل سائر الحيوانات فليراجع ما ذكر في حرف الباء [القول في تشريح العين] هي العضو والحساس الآلى المخلوق لادراك المبصرات عند المقابلة حيث لا مانع وهى ثلاثة أجزاء: المقلة وهى الجزء المقصود بالذات واللحم المحيط بها والأجفان، وأما الشعر الذي في الجفن فليس من العين وإنما عضد الجفن دقة وعناية حتى قال المعلم إن هذا الهدب يوجب الايمان الغيبي بالمبدع الأول فالمقلة أولها مما يلي الرأس طبقة تسمى العظمية والصلبة وهى طبقة مدت من طرفي الغشاء الصلب تحت الحجاب مستديرة واسطة بين العظم وما بعده من الاجزاء اللينة ليكون التركيب تدريجا، ثم رق هذا الغشاء حتى انتسجت منه طبقة تسمى المشيمة دون الأولى في اللين لما ذكر من صحه التركيب وقال الملطي ليتأدى منه الغذاء أو الحرارة