تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٨٨
القوة المذكورة وقد تكون الآفة من حيث هي من قبل قوة واحدة كما يكون تشويش الذهن بتصور مناف كما في الماليخوليا وربما كان بمعونة واحدة من الظاهر فأكثر كالعشق فإنه وإن كان من قبل النفس ربما ولده نظر أو سماع وقد يكون من قبل اثنين كما قيل في السعال إنه من قبل الطبيعة فتقذف الخلط فتكمل النفسية إخراجه وقد تكون البادية هي النفسية كما في العطاس فالعوارض لا تبرح مترددة بين الثلاثة إفرادا وتركيبا بداية وإتماما وهذا البحث إذا أتقن كان هو السبب الأعظم في عدم الخطأ في العلاج وفى رد كل إلى أصله إلا أن ملاك الامر فيه جودة الحدس وصحة الفكر وحسن النظر وطول التأمل (وأما التابع لضرر الفعل) فقد عرفت أنه إما سوء حال البدن في مخالفة المجرى الطبيعي فيما يدرك بالبصر كاسوداد البدن وتغير شكله في الجذام أو في السمع كأصوات الريح والقراقر أو بالشم كرائحة نفث السل وعرق العفونة أو باللمس كفرط الحرارة مثلا.
واختلفوا هل يدرك بالطعم فنفاه قوم وهو الصحيح وأثبته آخرون وعجزوا عن تمثيله. وأما حال ما يبرز منه فتارة يكون طبيعيا كالرعاف عن الامتلاء الدموي وأخرى غير طبيعي كفصد الخطأ وكل إما من البدن كالبول أو غريب كالخمر وكل إما زائد الكم كبول الذوبان أو ناقص كبول الاستسقاء أو معتدل وكل إما جيد الكيفية ككون البول نارنجيا أو فاسدا كسواد البراز ورقته وكل إما مؤجل كعلمنا بأن من ظهر في أجفانه ثلاث بثرات إحداهن سوداء والاخرى شقراء والاخرى كمدة فإنه يموت في الرابع هذا في القصار وأما في الطوال كعلمنا بأن من اجتمع في وسط رأسه أو أسفل صدره ورم في الخرزة غير مؤلم فإنه يموت في الثاني والخمسين قبل طلوع الشمس فهذا حال مطلق الاعراض وبسببها انقسمت العلامات إلى ما يدل على الخلق وهذا القسم يسمى بالفراسات على الحالات الثلاثة ويسمى العلامات مطلقا عند الطبيب وإلا فبعضها عرض يكون عند المرض وبهذا الاعتبار وعموم العلامة تفترق عنده العلامات والاعراض ثم هي باعتبار الزمان يختص بالانتفاع بالماضي منها الطبيب خاصة لحصول الوثوق به فلا تختلف عليه كما إذا أخبر من عرض النبض والبلل بعرق سبق وبالآتي نحو المريض في عدم الوهم كاخباره باختلاج الشفة السفلى بقئ يأتي والحاضر بنفعهما معا كالاخبار من سرعة النبض بالحرارة كذا قالوه وعندي أن الوثوق بالآتي أشد حصولا من الماضي لعدم الريبة فيه. ثم العلامات قد تدل على الأعضاء البسيطة وقد تكون دلالتها على التركيب فالأول مثل دسومة البول على ذوبان الشحم والثاني مثل صدق حمرة الدم على دوسنطاربا بالكبد وعلى كل حال إما أن يدل ما خفى على ما قلناه أو ظهر وهذه هي الفراسة وقد أفردت بالتأليف وستأتى قريبا في حرف الفاء [علم الحرف] هو كما قرره الشيخ باحث عن خواص الحروف إفرادا وتركيبا وموضوعه الحروف الهجائية ومادتها الاوفاق والتراكيب وصورته تقسيمها كما وكيفا وتأليف الأقسام والعزائم وما ينتج منه وفاعله المتصرف وغايته التصرف على وجه يحصل به المطلوب إيقاعا وانتزاعا ومرتبته الروحانيات والفلك والنجامة، ويحتاج إلى الطب من وجوه كثيرة: منها معرفة الطبائع والكيفيات والدرج والأمزجة، ومن الجهل به يقع الخطأ في هذا غالبا فان ذا المزاج الحار إذا استعمل الحروف الحارة وقع في نحو الاحتراق وبالعكس. ومنها معرفة البخورات نباتية كانت أو غيرها وإلا فسد العمل بتبديلها والطب ليس محتاجا إليه إلا إذا رأينا الكتابات في الاخلاط والأمزجة فان العزائم والأسماء كالأدوية إلى غير ذلك مما سيأتي بيانه على التفصيل إن شاء الله تعالى. واعلم أن الحرف تارة يكون فلكيا وهو الحرف العلوي الطبيعي الروحاني الحقيقي وتارة يكون وسطيا وهو اللفظي، وتارة يكون سفليا جسديا وهو الرقمي الخطى
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197