وفيه مسلك القضيب وتقدم حال المنى وأحكام التخلق وكذا البيضتان في حرف الميم في المنى.
[علامات] هي الدالة على أحوال البدن وما يكون عنها وتسمى الأدلة والانذارات وأبقراط يسميها تقدم المعرفة لأنها تعرف الطببب ما سيكون وهى قسمان جزئية مثل الدلالة على مرض محصوص أو خلط وكلية وهى الدالة على مطلق الأحوال وكلها إما منذرة بما سبق أو حضر أو يأنى وكل إما مخبر عن الصحة كاملة أو ناقصة أو مرض كذلك أو عدم كلي فهذه نهاية ما يقال في تقسيمها، ونحن نستقصى القول فيها إن شاء الله تعالى ونفرض الكلام فيها على قسمين (الأول) في الجزئيات وفيه فصول الأول في الاعراض فنقول [عرض] قد مر أن الافعال غايات القوى فهي إذا ثلاثة مثلها والاعراض إما أن تلحق الفعل لينشأ عنه المرض والعلامات والاعراض محصورة في ضرر الفعل وما يتبعه والتابع محصور في حال البدن وما يبرز منه وكيف كانت فهي إما بطلان أو نقص وكلاهما عن البرد غالبا أو تشويش ويكون عن الحر كذلك فالواقع في الطبيعي منها (إما في القوة) كبطلان الهضم أو نقصه أو تشويشه ومثلوا التشويش بحدوث الرياح والقراقر وهذه تكون عن برد فكيف تسمى تشويشا ويمكن الجواب بأن يكون من الحرارة الغريبة (أو في الجاذبة) ويقال لبطلانها الازلاق ونقصها القراقر وتشويشها الفواق كذا قاله الفاضل الملطي وفيه نظر من أن الفواق اجتماع رياح في فم المعدة ويقتضي الحر تفريقها ومن كون الحرارة يجوز أن تكون بعيدة عن موضع الاجتماع (أو في الدافعة) فبطلانها القولنج ونقصها بطء نزول الغذاء وتشويشها خروجه كذا قاله أيضا ويشكل مع الازلاق والفرق بينهما خروج الغذاء بصورته في الازلاق بخلافه هنا فيما بعد ذلك من باقي الهضوم فيكون الضرر في نفس الاخلاط وفى هاضمة الكبد يكون بطلانها نحو الاستسقاء وتشويشها مثل بول الدم وبطلان دافعته كذلك وما سكته الدوسنطاريا وفى هاضمة ما بعده يكون بطلانها مثل سقوط الشهوة والسل ونقصها الهزال وتشويشها نحو البرص وفى الحيوان يلزم بطلانه بطلان النبض ونقصه النقص وتشويشه الاختلاف وسيأتى ما فيه (أو في الفعل النفساني) وينقسم كانقسام السابق فبطلان الباصرة العمى ونقصانها الغشاء والظلمة كذا قاله الملطي وليس كذلك لان النقص إن استمر فضعيف البصر وإلا فالآفات القرنية فان خص الليل فالعشاء أو وقت الجوع فضعف الدماغ وعكسه البخار وإلا مطلق الظلمة وتشويشها تخيل ما في الخارج وهذا الضرر إن كان خاصا فالجليدية أو عن سوء مزاج رطب أو بارد فالكدورة أو حار أو يابس فعدم الرؤية من البعد خاصة أو عن مرض فان أزالها إلى خلف فالكحولة أو قدام فالزرقة حيث لا حرارة وإلا الشهولة أو إلى غيرهما فالحول ورؤية الشئ الواحد اثنين إن زال إلى الفوق والتحت معا أو عن تفرق التصاق فبطلان الرؤية وأصناف القروح أو بمجرد الروح الباصرة فإما أن يغلظ ويكثر ويلزم رؤية البعيد خاصة على القول بخروج الشعاع فان الهواء يلطفه والقول بالانطباع تكون العلة عدم المطاوعة أو يكثر ويلطف وهذا يلزم منه رؤية البعيد بالأول والقريب بالثاني ولعكسهما حكم العكس. إذا عرفت هذا فذكرهم القسم الثاني في مباحث الاعراض غير جيد لأنه ليس بمرض ولا مضرور بالاعراض (أو في الآلات) فان تعلق بالعنبية فأوسع ثقبها فردئ وإن كان جبليا ألزم تبدد الروح الباصر أو ضيقه كذلك فجيد لاجتماعه لكن لا يخلو الضيق الحادث عن ضرر إن انحرفت القرنية للزوم استفراغ الرطوبة البيضية فتماس الجليدية القرنية وهى صلبة عليها فتؤذيها ولتبدد البصر بذلك الانحراف أيضا أو بالبيضية من حيث الكم فان كثرت منعت الابصار أو قلت تلاقى