ومواضع العفونة في الجهات والأعضاء المجاورة وكيفية ضررها بما يلحقها إلى غير ذلك ألا ترى أن المرض إذا كان في المعدة كفاه من الدواء قدر لا يكفي مثله إذا كان في الرجل لبعد المسلك وإنما البعيد يحتاج إلى أن يخلط دواؤء بماله جذب من البعد كشحم الحنظل وإن الوجع المغص إذا كان من الجانب الأيسر علمنا أنه قولنج لان مكانه هناك إلى غير ذلك، فقد عرفت الحاجة إلى هذا العلم فلنفصله ملخصا إن شاء الله تعالى * (القول في تشريح العظام) * هي كالاساس والدعائم في البدن لأنها أصلب الاجزاء ومنها المفاصل المركوزة في الأوراك والمدورة كقحف الرأس والمسلسلة كالفك الأسفل والموثقه كالأعلى، وفى تركيبها عجائب الحكمة الإلهية تقدس مبرزها عن أن يضاهى فان منها ماله رأس محكم ولآخر نقرة يدخل فيها ذلك الرأس ومنها كأسنان المناشير تدخل في فقر ومنها ما هو ملصوق فقط وما يحدث تركيبه زوايا حادة ومنفرجة وأشكالا مثلثة كالصدغ والأنف ومنها الكبير والصغير والصامت ليقوى على الآفة ومنها المجوف ليخف في الحركة أو لتصعد منه الرائحة كالفك والمصفاة ولم يكثر تجاويفها لئلا تضعف وجعل تجويفها في الوسط للتساوي وملئت بالمخ المرطب وجمدت لئلا تعمها الآفة بالسريان ولان الحاجة إليها مختلفة وصلبت لتحمل ما فوقها وتقى ما تحتها وهى مائتان وأربعون خلا الصغار التي في الفرج السمسميات (وأولها) الرأس وهى خمسة أعظم: الجبهة ومقابله وعظما الاذنين والغطاء وهى مركبة بدروز في الطول وتسمى السهمي وفى العرض وتسمى الإكليل والمقاطع لهما اللامى من خلف وفوق الاذنين درزان هما القشرتان والكاذبان لعدم غوصهما ويقال لهما السرون وفائدتهما دخول العروق وخروج البخار وفيه أربع قنوات أيها نقص تغير شكله الطبيعي وتحت هذه الوتد ويسمى القاعدة وتحت عظم الجبهة القحف من عظم الجبينين بدرز يتصل بالسهم على زاوية ويتصل بالقحف عظم اليافوخ وتحته زوجا الصدغين على مثلث لستر الأعصاب وتهيؤ الرأس على هذا الشكل ليبعد عن قبول الآفة وطال بيسير لنبات الأعصاب ولم يستدر كالطيور لكثرة البخار هنا فيصعد من المنافذ بخلافها فإنها هوائية والريش يمص فضلاتها ويقال ذوات الأظلاف والجانبين للقرنين المكتنفين من البخار الغليظ وطال في ذوات الحافر لذهاب مادة القرون فيها إلى الحوافر ومن ثم لم ترب ألبانها ولم تزبد ولم يتفق حافر وقرن إلا في الحمار الهندي المعروف بالكركند فان له قرنا بين الحاجبين لزيادة المادة وتحت هذا التركيب الفك الاعلى وحده طولا من بين الحاجبين إلى الثنايا بدرز وفى كل قطعة ثلاثة دروز تتلاقى عند الماق الأصغر وجانباه بدرزين يتصلان باللامي وعظامه أربعة عشر تلتقى على حادة عند الناب ومنفرجة عند الانف فوقها عظمة المثلث المثقوب لدخول الهواء ويتصل جانباه بعظمى الاذنين الحجريين لصلابتهما وقد ثقبا على غير استقامة لئلا يدخل الهواء دفعة فيفسد السمع وتحته الفك الأسفل من عظمين هما اللحيان قد ركبا بدروز بين الثنايا وربطا إلى الوتد بسلاسة من الحركة وإنما جعل الأسفل هو المتحرك صونا للرأس وهذا في غالب الحيوان وإلا فالتمساح يحركه لقوته وفيهما الأسنان اثنان وثلاثون في الأكثر وحدنقصها أربعة وهى أسنان للقطع وأنياب للكسر وأضراس للمضغ وهل هي أعصاب صلبة أو عظام؟ الفلاسفة على الأول لأنها تحس بالحرارة والبرد وتتأكل وتذوب والمتأخرون على الثاني بحسب أنها تكون مثقوبة متخلخلة حال صحتها والأعلى منها له ثلاث شعب وأربع لكونه معلقا ولم تنبت قبل الولادة لكثافة الغذاء لأنه ليس في الغذاء هناك ما يتصلب في الانسان دون غيره وتنبت بعدها لان في اللبن ثخانة أكثر من الدم ومن ثم تسقط عند القوة وينبت غيرها من صلابة الأغذية للبقاء وإنما تسقط آخر العمر
(٧١)