تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٧١
ومواضع العفونة في الجهات والأعضاء المجاورة وكيفية ضررها بما يلحقها إلى غير ذلك ألا ترى أن المرض إذا كان في المعدة كفاه من الدواء قدر لا يكفي مثله إذا كان في الرجل لبعد المسلك وإنما البعيد يحتاج إلى أن يخلط دواؤء بماله جذب من البعد كشحم الحنظل وإن الوجع المغص إذا كان من الجانب الأيسر علمنا أنه قولنج لان مكانه هناك إلى غير ذلك، فقد عرفت الحاجة إلى هذا العلم فلنفصله ملخصا إن شاء الله تعالى * (القول في تشريح العظام) * هي كالاساس والدعائم في البدن لأنها أصلب الاجزاء ومنها المفاصل المركوزة في الأوراك والمدورة كقحف الرأس والمسلسلة كالفك الأسفل والموثقه كالأعلى، وفى تركيبها عجائب الحكمة الإلهية تقدس مبرزها عن أن يضاهى فان منها ماله رأس محكم ولآخر نقرة يدخل فيها ذلك الرأس ومنها كأسنان المناشير تدخل في فقر ومنها ما هو ملصوق فقط وما يحدث تركيبه زوايا حادة ومنفرجة وأشكالا مثلثة كالصدغ والأنف ومنها الكبير والصغير والصامت ليقوى على الآفة ومنها المجوف ليخف في الحركة أو لتصعد منه الرائحة كالفك والمصفاة ولم يكثر تجاويفها لئلا تضعف وجعل تجويفها في الوسط للتساوي وملئت بالمخ المرطب وجمدت لئلا تعمها الآفة بالسريان ولان الحاجة إليها مختلفة وصلبت لتحمل ما فوقها وتقى ما تحتها وهى مائتان وأربعون خلا الصغار التي في الفرج السمسميات (وأولها) الرأس وهى خمسة أعظم: الجبهة ومقابله وعظما الاذنين والغطاء وهى مركبة بدروز في الطول وتسمى السهمي وفى العرض وتسمى الإكليل والمقاطع لهما اللامى من خلف وفوق الاذنين درزان هما القشرتان والكاذبان لعدم غوصهما ويقال لهما السرون وفائدتهما دخول العروق وخروج البخار وفيه أربع قنوات أيها نقص تغير شكله الطبيعي وتحت هذه الوتد ويسمى القاعدة وتحت عظم الجبهة القحف من عظم الجبينين بدرز يتصل بالسهم على زاوية ويتصل بالقحف عظم اليافوخ وتحته زوجا الصدغين على مثلث لستر الأعصاب وتهيؤ الرأس على هذا الشكل ليبعد عن قبول الآفة وطال بيسير لنبات الأعصاب ولم يستدر كالطيور لكثرة البخار هنا فيصعد من المنافذ بخلافها فإنها هوائية والريش يمص فضلاتها ويقال ذوات الأظلاف والجانبين للقرنين المكتنفين من البخار الغليظ وطال في ذوات الحافر لذهاب مادة القرون فيها إلى الحوافر ومن ثم لم ترب ألبانها ولم تزبد ولم يتفق حافر وقرن إلا في الحمار الهندي المعروف بالكركند فان له قرنا بين الحاجبين لزيادة المادة وتحت هذا التركيب الفك الاعلى وحده طولا من بين الحاجبين إلى الثنايا بدرز وفى كل قطعة ثلاثة دروز تتلاقى عند الماق الأصغر وجانباه بدرزين يتصلان باللامي وعظامه أربعة عشر تلتقى على حادة عند الناب ومنفرجة عند الانف فوقها عظمة المثلث المثقوب لدخول الهواء ويتصل جانباه بعظمى الاذنين الحجريين لصلابتهما وقد ثقبا على غير استقامة لئلا يدخل الهواء دفعة فيفسد السمع وتحته الفك الأسفل من عظمين هما اللحيان قد ركبا بدروز بين الثنايا وربطا إلى الوتد بسلاسة من الحركة وإنما جعل الأسفل هو المتحرك صونا للرأس وهذا في غالب الحيوان وإلا فالتمساح يحركه لقوته وفيهما الأسنان اثنان وثلاثون في الأكثر وحدنقصها أربعة وهى أسنان للقطع وأنياب للكسر وأضراس للمضغ وهل هي أعصاب صلبة أو عظام؟ الفلاسفة على الأول لأنها تحس بالحرارة والبرد وتتأكل وتذوب والمتأخرون على الثاني بحسب أنها تكون مثقوبة متخلخلة حال صحتها والأعلى منها له ثلاث شعب وأربع لكونه معلقا ولم تنبت قبل الولادة لكثافة الغذاء لأنه ليس في الغذاء هناك ما يتصلب في الانسان دون غيره وتنبت بعدها لان في اللبن ثخانة أكثر من الدم ومن ثم تسقط عند القوة وينبت غيرها من صلابة الأغذية للبقاء وإنما تسقط آخر العمر
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197