وأقول إن هذه العلة غير كافية لان السادس والسابع أصلب فكان أحق بذلك والذي يظهر لي أن الخامس إنما خص بالسمع لمسامتته الادن ومضاعفة فرديته (وسادسها) يخالط الخامس أولا فقد يكون بسلاسة فتتحرك فيه الاذن في بعض الانسان كباقي الحيوان ثم يقابل اللامى فينقسم إلى ناشب في الكتف متفرق في الحنجرة ونازل إلى الحجاب فيفرق فيه أجزاء ثم ينعطف راجعا حتى يخالط جميع أجزاء الوجه ويسمى الراجع لذلك ثم يعود مخالطا لسائر الشرايين حتى يفنى في العجز (وسابعها) ينشأ من الحد المشترك بين النخاع والدماغ يذهب أكثره في أجزاء الوجه ويصير منه إلى الأحشاء كذا قال جالينوس والشيخ والصحيح أنا نقول قد يذهب كله في الوجه في بعض الناس فهذه السبعة الخاصة بالدماغ والحس وهى ألين الأعصاب وألينها الأول ولذلك حفظت بالأغشية (والثامن) ينبت من الدماغ لكنه بالعرض لان النخاع كما يفارق الدماغ ينبت في خرز الفقرات كالنهر ثم لم يزل يدق تدريجا حتى يفنى في آخرها فهو خليفة الدماغ تنبت منه أزواج هذا القسم وتسمى أعصاب الحركة، وضابطها أن كل فقرة ينبت منها زوج فرد منه يذهب في الأيمن والآخر في الأيسر لكنه بتفصيل حاصله أن الثانية منها هي العليا كما تنبعث راجعة تخالط الرأس والوجه تكون بالثالث والرابع والخامس منها حركة الاذن في البهائم وبعض الناس وغالبها يستدير فيستبطن الحنجرة وبالسادس تنعكس الرأس كل يعود فتتوزع في الأحشاء والحجاب وأما الباقي فما تحت هذه الثلاثة يخالط ما قرب منها في اليدين والكتف والزور وغيرها منه ما يستبطن ويغور وماء يظهر ويخالط السواكن والضوارب غير أن أكثر أعصاب الصلب تذهب في البطن متقاطعة على السرة وأكثر العجز يفنى في الفخذ والباقي في أجزاء البدن هذه جملة الأعصاب (الثاني العضل) وهى الشظايا التي تتفرق من الأعصاب عند مقاربة الأعضاء المتحركة تتحد بالأربطة النابتة من أطراف العظام ثم يتخللها لحم تستدير به فيكون جسما واحدا عصبانيا إذا امتد إلى العضل فارقه اللحم ودق وههنا يسمى الوتر كذا حرره الفاضل الملطي ثم قال إن هذا العضل يختلف تارة من جهة العضو فيعظم إذا كان في عضو عظيم وهكذا وأخرى من؟؟ الشكل فمنه الثلث والربع وقد يختلف من حيث وضعه فمنه مستقيم ومن حيث تركيبه فمنه القليل اللحم وغيره ومن حيث كثرة الأوتار وقلتها فان منه عضلة الشاة لها أربعة أو تار اه كلام هذا الفاضل الملطي. وأنا أقول إن لها اختلافات أخر فتارة تتضاعف والأصل واحد وأخرى تنفرد مطلقا وتارة تنتسج من جنس العضو كالتي في الشفة وأخرى كالتي في الجفن وتارة تكثر رؤوسه وتارة تقل وتارة يمنع نبات الشعر كالتي في الكف وأخرى لا يمنع وتارة يحرك المنكب وأخرى للنطح وأخرى للإدارة والبسط والنهض وتارة يكون لمجرد تقوية العضو كالتي على العضل وتارة لحفظ الحرارة وتارة للعضو، ومنه ما يكون للدلالة على أمور خارجة تعرض للشخص كالتي في الكهف فإنها إن تقاربت دلت على جمع المال أو اتسعت فعلى الفقر أو تقاطعت في الوسط فعلى قصر العمر إلى غير ذلك فهذه وجوه حصرها من حيث الايجاد والنفع ولا أظن عليه مزيدا. إذا تقرر هذا فلنفصل أحكامها بحسب الأعضاء من الرأس إلى القدم فنقول: أول متحرك في البدن الجبهة بعضلة مستطيلة تحت الجلد من غير وتر لصغر العضو والجفن الاعلى بثلاثة واحدة للرفع وثنتان للنزول والمقلة بستة أربع للجهات وثنتان للتأريب وعضلة حول القصبة قيل مضاعفة وقيل ثلاثة أصلية والأنف باثنتين وكذا كل من الشفتين والفك بأربعة أزواج للمضغ والادارة والرفع والخفض والفك والشفة حركة الوجنة ومن هذه الأزواج ما يأتي من خلف الاذنين ثم تتقاطع في الشفة فيصير اليمين للشمال والعكس
(٧٥)