مر في وجع المقعدة كالمرهم الأبيض في اليابس والأسود في الرطب وهذا المرض قد يبلغ في البلاد الباردة أن يقتل ولم نر له أصح من شحم الخنزير فإنه مجرب. وصنعته: أن يذاب وتبل به الفتائل وتدخل في المخرج حارة وتحفظ من البرد وتكرر إن لم يبرأ، ومما جربناه أن يحرق رأس الكلب بجملته ثم يسحق مع مثله صبر ويدر فإنه عجيب وكذا شحم الدجاج ودهن البنفسج والشمع والأفيون والمر مرهما ورماد الصعتر مع الصبر كبوسا أو بصفرة البيض وكل دهن حك فيه الرصاص.
[ماليخوليا] اسم جنس تحته أنواع كثيرة وستأتى في حرف الراء في أمراض الرأس [مرض] وهو إما عام أو خاص وهو إما باطن أو ظاهر وكل منهما إما أن يسمى باسم ما يقصد به كقولهم الباطنة الخاصة كأمراض الرأس إلى القدم ومنه ما لا يخص محلا بعينه كالسعفة وداء الحية والثعلب ومنها ما يعم كالحميات وفساد الألوان وكلها تنشأ من الاخلاط الأربعة وإنما يقع تزايدها بالأسباب وقد عرفتها وكذا العلامات، فان أسباب كل مرض وعلاماته إما أن تكون مستندة إلى المادة وهى علامات الاخلاط أو إلى الزمان وهى البحران وقد يخص كل مرض بعلامة وسبب وعلاج خاص وهذا لابد من ذكره في موضعه. فإذا ذكرت مرضا وقلت علاجه كذا فمرادي بعد التنقية للخلط الغالب بما أعد له بعد معرفته بالعلامات السابقة فلا حاجة إلى إعادتها، ومتى قلت واصطلاح الأغذية فمرادي ترك ما يولد الخلط الممرض واستعمال ضده أو قلت الادهان المناسبة والنطولات مثلا فمرادي بها المبرد في الحار والعكس، وإذا قلت الفصد فمرادي في الحار فإن أطلقت ففصد المشترك وإلا قيدت وربما استغنيت بقرينة المقام كأن أذكر الفصد في إدرار الحيض فمرادي الصافن أو المأبض إحالة على القوانين، وإن قلت يسهل أو يسقى الدواء فمرادي ما يخص ذلك الخلط ومتى ذكرت أجزاء من غير وزن فالمراد التساوي وإذا عينت عددا كأن قلت من كل خمسة فالمراد الدراهم مالم يعطف على مذكور وإلا عينت، ثم هي كيف كانت إما بسيطة باردة تسمى طويلة الزمان أو سليمة لا مانع من علاجها كالحمى أو غير خالصة كالكائنة بين عضوين مشتركين كالأرنبة والساق والإبط والقلب أو خفية تدرك بالحقيقة بسهولة كالمعدة أو تدرك بالتخمين لغورها كأمراض المثانة أو منتقلة إلى أصعب منها كذات الجنب إلى ذات الرئة أو معدية كالجذام والرمد أو موروثة كالبرص وأضدادها. هذا تقسيم الفاضل الملطي وفاته أن منها ظاهرا كالقوابي وعاما كالحمى وخاصا إما بعضو بحيث لا يتصور بغيره كالصمم في الاذن أو يتصور كالنقرس وإلى ما يكون سببا لغيره كالحمى الدق وما يحدث منه فساد في غير محله كالاستسقاء وما يوجب قطع النسل أو نقص الشهوة كفساد الصلب ونزول الماء وإلى مفردة من نوع واحد مزاجا أو تركيبا والأول يسمى سوء مزاج والثاني التركيب وقد يكون عنهما ثالث يسمى تفرق الاتصال فهذه أصول الأجناس ويندرج تحتها أنواع بالنسبة إليهما أجناس لامراض أخر تحتها. إذا عرفت هذا فسوء المزاج هنا إما ساذج أو مادي وكل يؤلم بذاته على الأصح لا بتفرق اتصال خلافا لجالينوس وعلى التقديرين إما مستو تبطل معه المقاومة كالدق وأوجاع الصدر أولا كالصداع المحرق هكذا قال الشيخ وذهب جالينوس وكثير من المتأخرين إلى أن المرض المستوى هو الكائن عن خلط واحد كالبلغم في العصب للمناسبة لان المقاومة وعدمها بحسب القوة والضعف والظهور والخفاء بحسب الخلط وقوة الغريزية لأنا لم نشاهد أبرص محرور المزاج ولا ذا حكه مبرودا مالم يكن لعارض آخر وقيل المستوى العام كالحمى وعكسه العكس كداء الفيل نسب هدا إلى مسيحي وجماعة وهو غير بعيد مما ذكرنا ثم أمراض سوء المزاج غير مؤلمة بالذات عند جالينوس وقال الشيخ