* (تتمة) * ومما يلحق بهذا الباب أو جاع القضيب والسدد، يكون ذلك إما لقروح أو حدة أخلاط.
(وعلامته) الوجع والحرقة أو خلط وقروح وعلامته عسر البول بلا وجع وربما خرج الخلط مع البول (العلاج) يلازم الايارج وماء العسل والطلاء بالشحوم والادهان وشرب الشبت مع الكثيرا متبوعا بما ينفذه كماء البطيخ الهندي وماء الشعير والعسل. وأما ما يعرض للذكر من الانحلال وغيره فيأتي إن شاء الله تعالى في حرف القاف [معتدل] اعلم أن مرادهم بالمعتدل عند الاطلاق ما تساوت فيه الكيفيات كلها وقد يكون المعتدل اثنتين منها وما في الدرجة الأولى من الحرارة هو أن يكون من جزءين حارين وجزء بارد فإذا قابلت البارد بمثله سقطا وبقى جزء فقيل بهذا الاعتبار إنه في الأولى وهكذا الكلام في المراتب الباقية وتنحصر في خمسة عشر غير المذكورة أولا وهذا كله تقرير هم وفيه إشكالات (الأول) أن البدن المعتدل قد تقدم امتناع وجوده فلا سبيل إلى معرفة هذه القوى لأنه الطريق إليها، ويمكن الجواب عن هذا بأن المراد المعتدل على اصطلاحهم فان عم عم أوليس فليس وفيه ما فيه (الثاني) أن المستعمل من الدواء عند الامتحان لم يبينوا قدره فإن كان درهما مثلا كان اللازم من تضعيفه ارتقاء الدواء عن هذه الدرجة وبالعكس فيكون الدواء الواحد في درجات متعددة باعتبار الكم وإن لم يلزم ذلك لزم تساوى الدرهم والقنطار والكل محال وقد لمح الفاضل أبو الفرج بذكر هذا البحث متنحيا عن جوابه، وأقول إن الجواب عنه مأخوذ من المقادير التي في المفردات وهو غير كاف، والأولى أن يقال إن المطلوب تحريره إن كان غذاء فيظهر الحكم بقدر ما يمسك الرمق كأوقية خبز وخمسة دراهم من لوز وإن كان دواء فبقدر ما يخرج الطارئ من الخلط كنصف مثقال من اللازورد وإن كان سما فبقدر ما يجمد كنصف قيراط من الحار وضعفه من البارد (الثالث) قد صرحنا بأن وجود الكيفية الواحدة غير جائز في بدن فكيف يظهر اليابس مثلا فقط وقد صرحوا به (الرابع) لا فرق بين الحيوان وغيره في الكيفيات الخمس فكيف يصرح بالبسائط في المفردات (الخامس) أن لو جمعنا بين ما هو حار في الثانية وحار في الأولى لكان الواجب أن يكون في الثالثة واللازم على قولهم إنه في الأولى فيتساوى القليل والكثير في الكيفيات وعندي إضعاف هذه الاشكالات على هذا المحل بلا أجوبة والذي أراه أن حقيقة الوصول إلى كيفية كل مفرد لا تتم إلا بالتحليل والتركيب بأن تفرض الذاهب الخفيف المطلق والمتخلف الثقيل كذلك وما بينهما المضاف وقد تؤخذ بالتجربة والوحي والقياس وأكثر ما يصدق الجنس الواحد فيقال في نحو الثمر إن الأبيض منه بارد والأسود حار والأحمر معتدل ومجموعه حار بالقياس إلى اللبن والأشياء قد تنعكس إلى ضد قواها بسبب مجاور كالجبن فإنه ينتقل من البرودة والرطوبة إلى الحر واليبس لغلبة الملح وكذا المركبات أو بمادتها وهى أن تستحيل بنفسها إلى ما يشاكل البدن وهذا هو الغذاء المطلق لأنه يطلب منه أولا النشو لا النمو ثم اختلاف ما يتحلل به فقد يكون بانحصار المتناولات في هذه الثلاثة ويتركب منها ستة أنواع غذاء دوائي كالاسفاناج ودواء غذائي كالماش وقس على ذلك والأغلب مقدم في الاسم وقد جرت عادة الأطباء بافراد الكلام على أشخاص الثلاثة في كتب تسمى المفردات ونحن ذكرنا طرفا كافيا من ذلك أول الكتاب فراجعه فانا ذكرنا أولا أن لا ندع في هذا الكتاب شيئا من القواعد ويأتي الكلام في ذلك مستوفيا في حرف الغين في الغذاء [ماء] تقدم الكلام عليه في المفردات في حرف الميم فراجعه [مأكول] قد يخصونه بالمتناولات غير الأدوية وهى مأكول ومشروب وينقسم إلى قسمين (الأول) في جنس