يمشى قلعا وارتفاعا كأن فيه عرجا والرموح وهو كثير الضرب بيده، قالوا ومن الصفات المختارة السبوح وهو الذي لا يضرب الأرض بقوة ولا يحرك الراكب مع سرعة السير، وأما وقت التقفيز فينبغي أن يكون في الربيع كذا في زردقة العراق والكامل وقال ابن وحشية متى استأتت الفرس قفزت انتهى، الاستئتاء هنا الميل إلى الفحل يقال للفرس مسأتية والحمارة طالبة والناقة شافر والعنز نابه والصحيح أن مدار التقفيز على زمن يقع فيه الولادة وقد ذهب البرد فان المولود في الشتاء لم ينتج فعلى هذا يكون أعدل زمان التقفيز لمن حملها سنة كالخيل بمصر مثلا أول فبراير أعنى أشباط المعروف عندهم بأمشير حتى تلد على رأسه ويأكل السبل بعد أربعين يوما فقد قال سيار في الزردقة أصح الخيل ما أكل فلوه السبل وبالشام نيسان أو بعض أدار والروم حزيران وهكذا إلا ما كان له أجل لا يضرب إلا فيه غالبا كالمعز فإنها لا تضرب إلا في أكتوبر أعنى تشرين وهو بابه وتلد وقد تمكن الربيع أو اضمحل الشتاء فان أجلها خمسة أشهر ولا تعدو ذات حافر وخف سنة ولا ظلف غير الضأن والمعز تسعة أشهر وما عدا ذلك كالسنانير والكلاب والأرانب سبعين يوما فإذا قفزت فينبغي أن يغسل الفرج بماء بارد خفيفا وتمشى كذلك وتلزم الراحة ولا تعلف رطبا إلى شهر فان سال من فرجها كالمنى وانكمش ونفرت من الذكر فقد علقت وإلا شيل عليها بعد عشرين يوما فان نفضت مرارا وظهرت علامة الرطوبة بالسيلان ونحوه أرغى الصابون على اليد وأدخلت في الفرج وأخرجت الام بلطف وغسلت وأعيدت فإنها تحمل أو علامة اليبس سقيت من الراوند التركي مع دبس العنب وحملت صوفة من نشارة العاج ولبنها فإنها تحمل مجرب وهذا العلاج عام غير المعز خلافا لمن خصه بالخيل للتمثيل بها كثيرا وذلك للشرف لا للاختصاص فتنبه له ومتى درت الحلمة اليمنى أولا فالحمل ذكر، وسيار يقول إن اللبن إن حلب على الظفر وسال فالحمل ذكر وجميع الدواب، ينبغي أن ترضع أولادها سنة إلا الضأن والمعز فثلاثة أشهر وإلا الخيل فسبعة أيام إلا في التتر فكما مر لادرار الخيل عندهم وكثرة ألبانها ومتى فطم الفلو فليطعم ما تيسر إلا الخيل فتسقى الألبان شهرا بحتة ثم شهرين مضافة بدقيق الشعير ثم من شاء فليزد فإنه أبلغ في نتاجها وقوتها وينبغي اختيار الأب والام ليكون الناتج عتيقا فإن لم يكن فالأب ويسمى الفلو حينئذ هجينا ويليه كريم الام حسبا وهو المقرف أي الذي لا تنبغى قرفته وأردأ الكل البرذون وهو الخسيس من الطرفين وأشهر ما عرف من أنساب الخيل كحيلات بنى مدلج ثم النجاديات (وأما) نبات أسنانها وتبديلها فللثواني من خمسة إلى سبعة وللثوالث إلى تسعة بعدها وهذه هي القوارح وحد الأضراس إلى عشرة فإذا تم الحول أخذت في التثبيث ويستدل على عمرها بالأسنان فالملس الصغار البيض لبنية وغيرها مبدول فإذا بقى معها شئ من الثوالث قيل قارح سن مثلا حتى لم يبق شئ فقد جذعت وأقل ما تكون حينئذ طاعنة في الخامسة فان قصت معرفتها سمى قص الرغل هذا هو الأصح من خلاف كثير وأما الأضراس فلا تسقط إلا لعلة وأصح الخيل مالم تجاوز ثمانيا من السنين فقد قيل إن هذه يعقبه الانحطاط كالأربعين للانسان وقيل كالآدميين وقيل لم تجاوز الثلاثين وهى ذات نفع وقيل ما دام أسفل اللثة أسود فهي نافعة.
(فصل) ولما كان التشريح من أهم ما يجب أن يعرفه الطبيب قبل طب الانسان لما ستعرفه فيه كذلك البيطار هنا وقد كان الأليق أن نؤخره إلى بابه مع إنسان لكن لما كانت هذه الصناعة مما كاد أن ينسى