المعربات من محببات اليونان (ومن الخواص في الحار) أكل البطيخ والمشمش والخوخ وفى البارد الاطريفال ومربى الزنجبيل ولمطلق البخر ورق الآس وجوز السرو والصندل والعود والافسنتين معجونة بالزبيب والعسل وقد يضاف السذاب والنعنع أو النمام ويقال إن القرصعنة إذا تمودي على أكله قطعه وكذا إمساك الذهب الجديد في الفم وأما الكائن عن تأكل الأسنان فعلاجه قلعها وما حدث عن قروح القصبة آخر السل فلا علاج له (برص) عبارة عن تغير اللون إلى بياض أو سواد غير طبيعيين وفاعله برد يبطل القوى ومادته كل غذاء بارد كاللبن والسمك أو غليظ مطلقا كالباذنجان ولحم البقر وصورته البياض أو السواد وغايته مخالفة العضو أو البدن أمثاله لونا ولمسا (وسببه) استيلاء القاسر على غريزية القوى الغذائية كسيل مطلق الطبيعية فتبطل أفعالها التي بصحتها يكون البدن صحيحا ويصير كالأرض السبخة في إحالة الماء الحلو ملحا بحيث لو أخذ مثل اللحم والزنجبيل المربى تحول خلطا باردا ثم البطلان والتغير إن تعلقا بمطلق القوى عمت العلة المذكورة البدن أو بعضو خصته. وقد اختلفوا في الأشد نكاية منهما، فذهب المعلم وأبقراط من القدماء والرازي وبختيشوع والمالقي من المتأخرين إلى أن العام أخف نكاية منها، وذهب الشيخ وغالب الأطباء إلى الثاني محتجين بأن تعلق الآفة بعضو واحد أخف والأوجه الأول لان الدواء لا يمكن تسليطه على العضو المعلول وحده فلو انتقى البدن وصلحت أخلاطه خلا العضو والمعلول وأردنا شفاءه بالأدوية أخرجت الضرورة الخلط الصحيح فيضعف البدن لا محالة ويفضى تكرار التداوي إلى الهلكة وهذا احتجاج من ذهب إلى أن هذه العلة لا يمكن برؤها على أن الأوجه عندي قول ثالث لم يذكره أحد وهو أن العلة إن تعلقت بعضو قريب من مجارى الغذاء كالبطن كان الأخص أسهل علاجا أو بعيدا كالرجل فالعكس ثم كل منهما إن لم يستحكم أمكن برؤه وإلا تعسر عند الحذاق أو تعذر عند الأكثر وعلامة المستحكم اتصال البياض أو السواد من سطح الجلد وشعره إلى العظام وعدم الاحمرار بالدلك لدلالته على عدم الدم وإذا رفع الجلد عن اللحم وغرز بنحو الإبر فخرجت رطوبات بيض فقد استحكم كذا قرروه وعندي أن هذه لا عبرة بها في الاستحكام وعدمه لجواز كون الدم في اللحم الذي تحت الجلد فلا يكون مستحكما لما قدمنا بل الصواب تعميق الجرح ليتحقق الاستحكام وعدمه. ومن علامات المستحكم ترهل الجلد وملاسته ومناسبته اللحوم الصدفية في اللزوجية ونحوها والرقة في الأبيض والانخفاض عكس الأسود (العلاج) من المعلوم أن مادة الأبيض البلغم والأسود السوداء ولا ثالث لهما فتجب المبادرة إلى تحليل المادة أولا إن كانت صلبة أو كان الزمان شتائيا بالمنضجات المقطعة المحللة ثم إخراجها بالمسهلات والاعتناء بزيادة الجاذب في علاج الأبيض في نحو الصقالبة والأسود في الزنج لعسره حينئذ بل وقع القطع من قوم مشهورين بعدم البرء فيما ذكر ولا أسهل منه في نحو الهند ومصر خصوصا الأسود ثم التكميد بالمسخنات المحللة ولو بالخرق من الصوف والشعر في الأبيض وغيرهما في الأسود والأطلية آخرا والادهان مطلقا كاصلاح الأغذية (صفة منضج) يستعمل في مبادى علاج الأبيض. وصنعته: زبيب خمسون درهما أنيسون ثلاثون شونيز عشرون بابونج بزر كرفس سنى صعتر من كل عشرة ورد أحمر قسط شيطرج سذاب من كل سنة ترض وتطبخ بستمائة من ماء القراح حتى يبقى الثلث فيصفى ويحلى بالعسل ويستعمل كل يوم منه خمسة وعشرون درهما ثم في الأسبوع الثاني يستعمل كل يوم مثقال من لو غاذيا متبوعا بالمنضج المذكور وفى الأسبوع الثالث تبدل بالمثرود يطوس فان ظهرت أمارات النقاء وإلا استعمل هذا الحب وهو من مجرباتنا يستعمل
(٣٩)