ذلك مما مر من كون الاعداد من الأدلة ونحوها، وأما الاستشهاد على صحة المطلوب وعاقبته فالعمدة فيه القمر ثم رب الطالع فان كلا منهما سعود أو في بيته شاهد صدق ومع الشمس كشاهدين إن لم يكن في بيتها وإلا فثلاثة وكل في الوتد واحد ودونه نصف وفيما يليه ربع والربع لا يكون في القمر أصلا خلافا لقوم زلوا وقد تكون الثلاثة في رب الطالع وعلى هذا فقس، ثم إذا استحضرت ما مر في القواعد من البيوت وعلمت أن الأول للنفس وتحرر الضمير عليه فانظر ما يناسبه فإن كان السادس أو الثامن فاحكم على الأول بالمرض والثاني بالموت أو في الثاني عشر فاحكم بانحلال الامر وإن داخل الاحتراق فإشراف على الموت وإذا علمت مبدأ المرض فانظر ما كان في الطالع والأوتاد وانح ما ذكرنا وإلا فالبحران وإلا فالنقلة وقد جزم قوم بأن الثامن والثاني عشر إذا تحرر الضمير على المريض شر محض وأقول إن التاسع كذلك لما تقرر في بعد التساكين الرملية وكذا الرابع على التسكين السابع لما سيأتي أنه بيت البياض وهو كفن المرضى ولو تحرر الضمير على بيت الاخوة ورأيت له نسبة بالسادس فاحكم بالمرض أو على المال فبالتلف أو الحبس وهكذا في سائر الأماكن مما تقرر للبيوت منها. واعلم أن الضمير إذا تقرر ونسبته إلى الأصل كان حكم ما بعده كحكم الثاني مع الأول والثالث كذلك وجل الحاجة هنا إلى ما يتعلق بهذا الفن من الصناعة وهو أحكام المرض والعقاقير وإعطاء الأدوية والنقلة من مكان إلى آخر إلى غير ذلك وكلها من الطالع وقت الولادة إن عرفت وإلا فوقت المرض فعليك بتصحيحه ثم أعط الدواء في هوائي وافصد في ناري وأسهل في مائي وعرق وعطش واطل في ترابي وانقل في هوائي مع الوصلة بالسعود، وأما التركيب فعلى قدر العقاقير فتركب النباتي منها في مائي أو ترابي والمعدني في ناري والحلويات في هوائي واجعل الفرش أبيض إن شهدت الزهرة والمشترى أحمر إن شهد المريخ وأسود إن شهد القمر كذا قالوه مطلقا وعندي أن ذلك كذلك إن لم يكن ممتلئا لا مطلقا ولا عبرة بالنظر إلى جوهره إذ المفيض عليه هو الأعظم بخلاف غيره وعليك بالنظر في أمر البحارين فان رأيت في أيامها المعتبرة ما يتعلق بالمريض محترقا أو ساقطا عن الدرجة أو في وبال أو تحت أشعة النحوس فاحكم بالتلف لا محالة وعند تعارض الأدلة فاحكم للأقوى مثاله إذا سعد القمر متصلا والزهرة منفصلة فالحكم للأول وإن انتحس سعد من زحل وآخر من المريخ فالأول أقوى ولو سعد سعد من جهة زحل وانتحس من غيره فعسر لا تلف هذا ما يحتاج إليه هنا من هذه الصناعة وسيأتى أحكام الفصول والبحارين في مواضعها [اختلاج] حركة العضو أو البدن غير إرادية تكون عن فاعل هو البخار ومادي هو الغذاء المبخر وصوري هو الاجتماع وغائي هو الاندفاع ويصدر عند اقتدار الطبع وحال البدن معه كحال الأرض مع الزلزلة عموما وخصوصا وهو مقدمة لما سيقع للعضو المختلج من مرض يكون عن خلط يشابه البخار المحرك في الأصح وفاقا للشيخ وديمقراطيس والمعلم وقال جالينوس العضو المختلج أصح الأعضاء إذ لو لم يكن قويا ما تكاثف تحته البخار كما أنه لم يجتمع في الأرض إلا تحت نحو الجبال وهذا من فساد النظر في العلم الطبيعي لأن علة الاجتماع تكثف المسام واشتدادها لا قوة الجسم وضعفه ومن ثم لم يقع في الأرض الرخوة مع صحة تربتها ولانا نشاهد انصباب المواد إلى الأعضاء الضعيفة ولان الاختلاج يكثر جدا في قليل الاستحمام والتدليك دون العكس ولأنه ينذر كثيرا بالنافض إذا عم والكزاز والخدر وإذا خص بالفالج واللقوة وهو إما حار يعرف بسرعة الحركة وقصر الزمن أو يابس ويعرف بتكرج العضو وهو نادر جدا للطف مادته أو رطب يليه وقوعا أو بارد ويعرف بعكس ما ذكر وإنما ذكرناه بعد
(٣٦)